نصوص أدبية

كيف تعثّرتُ بعينيكِ

thamer saeedعلّمني الشوكُ، أناقة الألمِ

ورائحةُ الخبزِ بين أجنحةِ اللهبِ

 


 

كيف تعثّرتُ بعينيكِ / ثامر سعيد

 

أنا سلطانُ الوردِ

في كتبِ العاشقين

والحمائمِ التي تغني

رغم فجائعِ الهواء،

مليكُ جهاتِ الدمعِ

والأرقِ...

تاجي : غيمةُ الشطِّ

بهلالينِ أزرقين،

من رموشِ أفروديت

سرقتهما الملائكة.

قائدُ الفراشاتِ

صوب قلوبِ الخائبين،

الفاتحُ المهزومُ

في ميادينِ رقصِ الغجرِ

بلا أوتارٍ و سيقان.

همومي زنجٌ في ليلِ جُمعةٍ

وضياعٌ خرائطي،

إلى شفتيكِ...

رسولُ الينابيعِ أنا

كلّما فاضتْ حنيناً

باءتْ بالعطش.

ولأنّ عطركِ باطشٌ وعنيد

كلّما توجتُ، على صحراءِ القلبِ

أميراً،

كتبَ وصيّتهُ،

وانتحرَ !

لم أبكِ، يوماً، في معبد

وما صلّيتُ للعشقِ

في محراب...

لكنْ، من دمي ولحمي

شيّدتُ لعينيكِ محاريبَ

ومعابدَ.

علّمني الشوكُ، أناقة الألمِ

ورائحةُ الخبزِ بين أجنحةِ اللهبِ

كيف تنضجُ الحكمةُ في رؤوسِ المجانين.

أنا قيصرُ العشبِ،

والمحطاتِ التي ألفتْ

رجفة الأكفِّ اللهفى.

أعترفُ الآن، أمام شعبي

الدائخِ في اصطيادِ النجومِ

ورعي الحروفِ الشاردة،

إن الشياطينَ التي ترطنُ

في رأسي

علمتني المشيَ على الثلجِ

والرقصَ على النّارِ.

لكنْ لا أدري

كيف تعثّرتُ بعينيكِ؟

 

في نصوص اليوم