نصوص أدبية

أصيخُ إلى العويل

thamer saeedلم يتركْ تُقاتُكِ لي شبراً من الجنّة

ولا ركناً من السعير

 


 

أصيخُ إلى العويل / ثامر سعيد

 

سأربضُ على صدركِ

مثل بعيرٍ عافته القبيلةُ،

بلا ماءٍ ولا مرعى!

سأجثمُ على جراحكِ

مثل قصيدةٍ بلا نهاية،

وأغرسُ

في لحمكِ المنخوبِ،

قلبي ...

أصيخُ إلى عويل

وسلالات أشلاء وحرائق

لعليَّ أقرأ طالعكِ

فيعشبُ رملي أو تجفُّ نجومي!

 

لقد حدّثتكِ يوماً عن الرحيل

فقرصتِ أذني ...

وكمن يلفظُ بذاءتهُ الأولى

وبختني ...

وخبّأتِ في غيمةٍ بعيدةٍ،

حقيبتي!

لقد أرهقتني أيّتها المخبولةُ

فما زال ليلُكِ يؤرجحني

بين نجمةٍ وأخرى،

وبين قبرٍ وآخر

يلطخُ بالنحيبِ، قصائدي!

 

لم يتركْ ولاتُكِ لي وردةً

بعطرها الذي أحب

ولا فراشةً بجناحيها اللذين أشتهي،

لم يتركْ تُقاتُكِ لي شبراً من الجنّة

ولا ركناً من السعير

لذا ...

سأرسمُ لي في الهواء،

قبراً ...

أطلُّ منه عليكِ

فأنا مريضٌ، بالحنين.

 

سأتركُ كلّ شيء لهم

وأحملُ كلّ شيء معي،

أنهارَ الخمر سأتركها ...

عيونَ النفط والحورَ العين

والنخلَ ذات الأكمام،

سأوصي البلابلَ أن تنسجَ حقيبةً

تكفي لأنين قصائدي!

 

الشوارعَ التي أحبّتني سأحملها

والتي كرهتني بقسوةٍ

الأبوابَ التي أشرعتْ سماءها

لدهشتي ...

والتي أشاحتْ بدفئها عني!

النوافذَ التي تلقفتْ بلهفةٍ،

رسائلي ...

والتي في وجهي، بصقتْ!

المقاهي التي آوتني من تسكعٍ وخوف

والتي طردتني مثل منبوذ!

والكلمات الآثمة:

حفرتها في شجرةٍ يابسةٍ

مثل رموزٍ في القلب.

سأحملُ ...

مثل حصانٍ جريح، يفرُّ من المعركة

على خاصرتيَّ،

غاباتُ نبالٍ وأنهارُ نجيع!

 

ووقت يا حبيبتي، تفيقين

ولم تجدي من يطبعُ

على ترابكِ، قبلة القلب ...

لا تبحثي عني طويلاً

فأني هناك ...

ألوحُ لكِ، مع الفراشاتِ التي أشتهي،

بالوردةِ التي أحب.

 

في نصوص اليوم