نصوص أدبية

عبد اللطيف رعري: قدر القصيدة

abdullatif rariتغرق في الثمالة

فتفيق على ثنائية القدر

 


 

قدر القصيدة / عبد اللطيف رعري

 

قالوا:

ملعونة هي القصيدة ...

تختفي..

تختبئ..

خائنة....عاهرة...

تعشق السكارى..

تعشق شعراء المناسبات..

***

قلت:

معشوقة هي القصيدة.!

روح شاعر طاهر..

أمل ينتظر...

سعي وراء جبر خاطر..

شرف الشعراء..

قنديل متاهة...

***

قالوا:

أين تصطاد القصيدة.؟

في البر..في البحر..

في السماء...

في عز الليل أم النهار..؟

***

قلت:

أزور متاحف الجماجم...

أستحم بثراب المقابر...

أعيد قراءة ملاحم هوميروس..

أقتات من مزابل المتنبي ودرويش..

***

قالوا:

هي القصيدة مجنونة...؟

تختبئ وراء الأقنعة...

داخل دهاليز مظلمة...

ثقب الحائط..

حيث جلباب جحا...!

وحداء شابلان..

فكيف تصطاد..؟

***

قلت:

حين يسلم الليل،

مفتاحه للفجر...

حين بؤبؤ العين يبدأ في ألإرتخاء

حين أنسى كبريائي..

حيث أطهر أعماقي..

حين أكون أنا..

بلا مواجع....

أو حين أنا مصدرها.

***

قالوا:

القصيدة لغز..

بنت زنا...

تسهر الليل..تضاجع شاعر..!

تعشق نفسها في المرآة...

تتزين لنفسها...والشاعر يحترق..

تراقص الحرف بالحرف..

تغرق في الثمالة...فتفيق على ثنائية القدر.

***

قلت:

القصيدة تتخطى الرفوف..

تعانق لبس الكفوف...

تدخل السجون....

تقتحم القصور...

تشرب خمر الزهور..

تصالح الملوك بالله...

مفتاح لعشقنا..

مفتاح لذواتنا..

بلسم لكل الجروح..

بلسم لكل القروح..

أمل لكل الطروح..

حين تغيب....ترجوا المداعبة...

كطفلة تراهق بحرية...

كامرأة في عقدها الزاهي

بلا مساحيق...

هي القصيدة....

 

عبد اللطيف رعري

 

في نصوص اليوم