نصوص أدبية
المنتصر العامري: تجلّيات
ثُمّ اطْفِئي بَسمَتي، إن شِئتِ، أو دمعتي
لِتُشعِلي شمعةً تُضيءُ ظَلامِيا
تجلّيات... / المنتصر العامري
يا لَحظَةً طَيفُها قَد زار مَناميا
فاخضَرَّ في هَمسِها فيروزُ أيّامِيا
ونَسمَةً هَسْهَسَتْ في صَيْفِ مَدائني
فأَوْدَعَتْ سِرَّها في عَذْبِ كلامِيا
تَرفَّقي وارتِقي الأحلامَ، فَإنّني
مُذْ زارني طَيفُكِ، أحْيا بأحلامِيا
2
يا لَحظَةً طَيفُها قَد زار مَناميا
فَلَملَمَتْ غُرْبَةً تَجْتاحُ أيّامِيا
لِتُخمِدي دهشتي بِرعشتي، وآدخُلي
مَرْضِيّةً ههنا في نَبضِيَ الحامِيا
أو، أَوقِدي جَمرتي مِن حَيرتي، وآنفُخي
تَوهُّجَ حَرِّها في جُرحِيَ الدّامِيا
تَهاطَلي، وآسكُبي في بَهجتي غَيثًــا
تُفيضُه قَطرةٌ مِن كَأسِ آلامِيا
ثُمّ اطْفِئي بَسمَتي، إن شِئتِ، أو دمعتي
لِتُشعِلي شمعةً تُضيءُ ظَلامِيا
3
يا لَحظَةً طَيفُها قَد زار مَناميا
فأَثَّثَتْ ليلتي و كُلَّ أيّامِيا
السّاعةُ الآن بَوْحٌ واعترافٌ، أَيَا
صوتي تَرَجَّلْ عَسَى يَرِقُّ لِجامِيا
فَمَنْ سَيَحْدُو قَوافِلي سِواكَ، وقـَد
تَأَبَّدَتْ خَيمتي... وفَرَّ حَمامِيا؟ !