نصوص أدبية

نعيمة الحمامي: أحلم…

naima alhamamiلأرفع الصدأ عن أصداف البحر

وعن سنابكِ الخيلِ المُثْقَلَةِ بالسّفر

 


 

أحلم… / نعيمة الحمّامي

 

تبسّم الصبح خجلا

بين أحضان الدّجى…

والنّسيم يتلوى تنخره الكيمياء

وحموضة في دمي تدفعني لأقف

على تخومي

أحاول رتق الشّتات وكنس اللغة…

أَبْحَثُ

في آهات الأدغال

و في ذاكرة الموتى المترسبين في قاع الأرض

عن معان لا تسكن القواميس

شرانق تناسلت زواحفْ – قوارضْ – قواطعْ – نَملْ …

لا تُبالي…

دعهم

الموتى سيتحلّلون

أساطير… غاز… أو قمامة…

أبحث عن الحلم؟

أ تحلم أن تكبر ؟؟؟

فتعبر البحار والتلال دون جواز أو حُرَّاسِ

و تمتطي اللّيْلَ على سفين الضياء

تعانق البيت الكبير….

تقفِّي الأحاجي

والقمر يتمطّى فوق الغمام

يقوّض قيود الظلام

يخطّ لحنا بلهاث الجسد….

أ تحلم أن تمدّ يدك لتقطف زمنا جديدا؟؟؟

فترى :

صحاري باتت مدنا

وبلابل تشدو فوق فوهة بركان ثائر

تنثر المعاني لتَصِلَ

السّفوحَ بالقِمَمْ

واللّقَاحَ بالشّجر…

وزنبقةٌ تتمايلُ فوقَ الثَّلْجِ مِجْدافا للنَّهْرِ

فيتدفق ماء الخلق

وَيَبُوحُ بالإشارةِ للأرْضِ…

يا واقفا…؟

حتّى متى يُرْهِقُك المَعْنَى ؟

حتّى متى يَسْكُنُكَ الحُلم؟

والحُلم في لُغَةِ القَوافِي موّالُ القصيد.

على تخومي أقف …

لأرفع الصدأ عن أصداف البحر

وعن سنابكِ الخيلِ المُثْقَلَةِ بالسّفر

يكفي الزّنوج ما سجدوا للشجر

يكفي الطّين المشقّق ما عانى من القحط

هذا زمنٌ أثْقَالُه : دمْ – فتاوى الغرابْ – أجنداتِ الاخْتِناقْ – قَوَارِبُ المَوْتْ – تجارةُ البشرْ….

هذه دروبُ الجحافلِ تُغنّي “أنْجِلا”

هذه الأنهارُ تَعْزِفُ ألحانَ “الفُولغا”…

أيّها النّائم في أدغال الشرق

يتوسّدك الشّعاعُ وجسدك المعجون بالحلمِ…

لا تبالي…

هذه لغة يجهلها المترفون….

أنت النشيد

والماءُ اله

والطِّينُ اله

والزِّنْجي بَياضُ الثَّلْجِ ذاتَ رَبيعْ…

والحلم

همس النبض

وابتهالات الأرض….

على تخومي….

أنتظر الأهلة والبراعم.

سنزرع الكون أرحاما

ولو رحلنا

سيأتي الربيع والطيور

ويرسمون حدود الأرض

بعطر زهر اللّوز

ويورق الحلم مع تهاطل المطر

 

الأستاذة : نعيمة الحمّامي من تونس

 

في نصوص اليوم