نصوص أدبية

مرحى بالبحر حين يداهمني

إلى: حَذامي ملاك وفاطمة

 بكلية الطب تونس

 

مرحى بالبحر حين يداهمني

 

أرسُمُ وجهك بنار شراييني

حتّى لا يُداهمني الحريقْ

ويَرْتَجِفُ الحرفُ بين أصابعي

فيجُفُ النَّبْعُ عنْدَ عتَباتِ الليْلِ المُنْتَصِبِ ...

فَاخْلَعْ سَوادَكَ

وتَوَهَّجْ بِلَهيبِ القَبَسِ

وأصغي لِصَمْتِ الدُّجى

وهمسِ النُّسْغِ

وحفيفِ الشَّجَرِ.

اخلَعْ سوادَكَ

عنْدَ الفَجْرِ, افْتَحْ أَكْمامَكَ

وسِرْ نَحْوَ النَّبْعِ

لِنَغْتَسِلَ مع الأنْبِياءِ

في عرباتِ السُّحُبِ المُثْخَنةِ بالمَطَرْ

اخْلَعْ

وادْخُلْ هياكل العِشْقِ

في مَراسِمِ قُدّاسي

واسْكُبْ ما شِئْتَ

مِنْ روحِ الكَرْمِ

فهذا جسدي حفيلٌ

في مَلَكوتِهِ

وأَنا مُتْرَعَةٌ

ومِنْ أَلْوانِ الطَّيْفِ

نَسَجْتُ مَراوِدَ كُحْلِي

ومِنَ العُشْبِ أَتَّشِحُ

وأَشْهَدُ أَنَّ هَذِهِ أَرْضِي

أَزْهَارُها تَبْتَسِمُ على غُصْنِي

وعِنْدَ مشارِقِ الأُفقِ

يَنْدَلِقُ وِدْقِي

فَيَتَّقِدُ نجْميَ فَرَحًا...

فيا أَيُها الرَّابضُ فوقَ هاماتِ الرِّيحْ

الآنَ ترَجِّلْ

اخْلَعْ سَوادَكَ

أَسْلِمْ جَناحَكَ لِلْحُلْمِ

وامْتَطِي صَهْوَةَ وَلَعِي

تَضَوَّعْ بِنبيذي

تَكَحِّلْ بِشَبَقِي

إنَّ لَنَا في الأناشيد ضِياءٌ

يَهْمِي

يَتَماهى في غَسَقِ الصُّبْحِ

ليَكونَ الرَّسْمُ :

فراشًا

ومَراكبَ

وبرِقْ

فَمَرْحى بالبَحْرِ

حينَ يُداهِمُني

وبالنّوارسِ البيض.

  

كلية الطّب تونس

في 11 جانفي 2017

الشاعرة نعيمة الحمّامي من تونس

 

 

 

 

 

في نصوص اليوم