نصوص أدبية

سيمياء العلم الأمريكي

أحبّتي أرجو قراءة هذا النّص

 بحضور الأطفال !

سيمياء العلم الأمريكي / عاطف الدرابسة

 

أمريكا: الوجه المُحتجب

سيمياءُ العلم الأمريكي ..

اللوحةُ الزرقاء مقبرةُ النُّجوم ..

كلَّ يومٍ تموتُ نجمة

والسّماءُ تلبسُ ثوبَ الفسادِ كعاهرة ..

وهذا المطرُ الذي يتنزّلُ على الأرضِ ..

والأنهارِ والبحارِ مُصابٌ بالسُّعال لا يحملُ إلّا الوباء ..

 

الخطوطُ الحمراء:

العددُ سبعة وأيامُنا من السّبت إلى الجمعة سبعة ..

في كلِّ شبرٍ من أرضنا بحيرةُ دمٍ ..

وفي كلِّ بحيرةٍ إصبعٌ لطفلٍ ..

وعينٌ لعذراء ..

وقدمٌ لشابٍ في أوّلِ العُمر ..

وجنينٌ لعروسٍ في أوّلِ حملها ..

وأشلاءٌ لمزارع ..

وأطرافٌ لتاجر ..

ورأسٌ لعامل ..

وقلبٌ لطالبٍ جامعيٍّ في سنتهِ الأولى ..

 

الخطوطُ البيضاء:

والعددُ ستة ..

وكلُّ خطٍّ مُحاصرٌ بينَ خطّينِ بلونِ الدّمِ ..

كأنّها الكفن لأوطانٍ تموتُ مثلما تموتُ في الشّرقِ الأنهار ..

 

ترامب:

خليفةُ العصرِ ..

وأميرُ الزّمان ..

كأنّهُ كتاب ..

يطوي بينَ صفحاتهِ تاريخَ أمريكا ..

من الألفِ إلى الياء ..

 

اليابان:

مقبرةُ النّفايات الذّريّة ..

أرضُها عادت بيضاء ..

ما زالت منذُ ذلكَ الحين تحت رعاية الزّلازلِ والبراكين ..

 

فيتنام:

مقبرةُ الملايين ..

ودولةُ الأيتام ..

ومختبرٌ طبيعيٌّ لوحشيّة السّلاح ..

 

العراق:

مقبرةُ النّفايات النوويّة ..

ودولةُ الطوائفِ والأراملِ ..

وذوي الاحتياجات الخاصة ..

والديموقراطيّةِ المُصابةِ بجنونِ الثيران ..

 

ليبيا:

دولةُ القنابلِ والبنادقِ ..

والمجدِ الكاذبِ ..

ومأوى مرضى الإيدز والطّاعون والكوليرا ..

والخيانةِ والأمواجِ التي لا تنزفُ إلّا دماً ..

 

سوريا:

مُلتقى عالمِ الإرهابِ والرشوةِ والاحتيالِ وعصاباتِ النفطِ والمخدّرات ..

وملتقى الفئرانِ والجرذانِ والوحوشِ المفترسةِ والأمراضِ المُعديةِ والأديانِ المُزيّفةِ وثورةِ الخائنينَ والمُهجّرينَ ..

 

واشنطن:

عاصمةُ الشّرِ والشّواذِ والأمراضِ والإرهابِ والعصاباتِ المُنظّمة والجرائمِ المُمنهجة ..

واشنطن بألفِ وجهٍ ووجه ..

مرّةً ترتدي وجه داعش ..

ومرّةً ترتدي وجهَ القاعدة ..

ومرّةً ترتدي وجهَ تاجرِ سلاحٍ جشع ..

يبيعُ الموت للشّرق ..

 

ماذا تبقّى من اليمن ؟

ماذا تبقّى من تدمر ؟

ماذا تبقّى من بابلَ وآشور ونينوى ؟

 

نيويورك:

إمارةُ التفكيك ..

ومنبعُ نظريّة الحداثة وما بعد الحداثة ..

وعرّابُ العولمةِ والهدمِ وإعادةِ البناء ..

واغتيالِ الهُوية ومقبرة القيم ..

وصاحبةُ مشروع الفوضى العاهرة ..

وإعادةُ عصرِ ملوكِ الطّوائفِ ..

وإنتاجُ شرقٍ جديد بلا قرار ..

ولا قرارَ إلّا لاسرائيل ..

 

ماتَ الشّرق ..

عاشت أمريكا ..

عاشت اسرائيل ..

 

د.عاطف الدرابسة - الأردن

 

 

في نصوص اليوم