نصوص أدبية

قصيدة

عندما تزيغ خطاي...

الظلمة مأواي الأخير

taoufiki beleed

قصيدة / توفيقي بلعيد

 

لم يتبق في الكأس إلا صحراءَ العطش

ثمالة ما خلفت ريحُ جبل عتيق

ومنعرجاتٍ لا تؤدي إليَّ

ساعة البعاد

كلما شربت توغلت خطواتي في الرمل

وطوقني اليبابُ...

لم يتبقَ الآن غيرُ ليل السهاد

وأحدية مَنْ باتجاه الرمادي قد عبروا

وعلى محجة الجمر، مشتعلا، تركوني

خيمة في مهب الأوتاد...

 

بي هَــــــمٌّ عظيم أطهره

بما تهاطل من غيوم النبيذ

كما يُغْسَلُ، بماء الأمطار،

من أدرانه، رصيف وأخدود...

نضب الزيت والكروم خواء

كنت العنقود الأخير: تهصرني الشهواتُ

لتسكر الساقيةُ

ويغمرني، مع كل فجر، نَقاء...

 

لي شفيع واحد، يُنهض الأرض، إذا ما كبوتُ

ويُعِيدُ الأجرام إلى مدارها

عندما تزيغ خطاي...

الظلمة مأواي الأخير

إذا ما التبس عليَّ الواضحُ

واختل النهار

أُعَانِقُنِي عندما تُحيط خِصرَك يداي...

 

سيشع في نفق الدواخل نورٌ

سيشع نورْ

فتطلع، كأي ساحرة، من آتون القصائد

سيدة كل العصور

آلهة الشك واليقين.

 

.............

  - من ديوان قيد الإنجاز "عطش على مرأى من العماء"

 

في نصوص اليوم