نصوص أدبية

زنبقة .. سرمدية

حدّثت زنبقة تَتهادى

 على فنن قالت:

naima alhamami

زنبقة .. سرمدية / نعيمة الحمّامي

 

"وَجْهِي حَديقَةٌ

فِي عُنْفُوَانِ الرَبِيعِ.

تَتَكحَّلُ

بِاِخْضِرَارِ النَخِيلِ.

تَنْسَابُ

كما الزَّقْزَقَاتِ

كما الطُيُّوبِ

فَيُورِقُ الغُصْنُ

بيْنَ أحْضَان العاشِقينَ

تُزَغْرِدُ

أسْرابُ الأُمْنِياتِ

2

" ذَاتَ مَسَاءْ

دوَّى طَلٌّ

مِزاجُهُ انْحَرَفَ

دَكَّ أَسْوَارَ الحَديقَهْ.

هَزِيمُ الطَّلِّ

طَلْقٌ ، سليلهُ "أبولون"

صِيغَتُهُ: ذِئْبٌ، نَائِبُ الفاعِلْ....

ارْتَكَسَتْ أَشْجَارُ الحَديقَةِ.

غَارَتْ شَقائقُ النُعْمان

وما استيقظ أدنيس....

ناحتْ الحَدِيقَةُ:

لا أَظْلَمَ من طَلٍّ انْحَرَفَ.

طوبى لِلْهَارِبِينَ

إلى جَذْوَةِ السّواقي المُتَّقِدَة

طُوبَى لِلْمُمْتَطِي

صَهْوَةَ المَآقِي

عِنْدَ مَعابِدِ تانِيتْ....

مَنْ يَقْتَلِعُني من اغْتِرابي؟

من يُوَشِّحُ غُرْبَتي؟

مَنْ يُوَشِّحُ بالطَّيْفِ’

غُرْبَتِي المَرْصُوفَةِ في حَقائِبي؟

وأنَا...

أنا الضّارِبَةُ في ارْتِبَاكي

أَتَلَفَّحُ بِاكْتِضاضِي

أَتَسَرْبَلُ في طقوسٍ سُرْيَاليَهْ

أَخُبُّ...

بيْنَ اليَقينِ والحنينِ

أُسافِرُ:

بيْنَ الكَلِماتِ من آشور...

إلى القيروانِ...

أُبْحِرُ بِكُلِّ لُغاتِ الانسانية.

أبْحَثُ...

في التَّراتيلِ...

عنِ الخَرِيرِ...

وأرْكُضُ...

أرْكُضُ بَعيدًا

عَلَّني....

أُعانِقُ

عُبَابَ الرِّياحِ القادِمَةِ...

مِنْ فِجاجِ ....

الغَدِ السَّعيدِ

فَتُزْهِرً شقائقُ النُعْمانِ

مُذَرّحةٌ بِخَجَلِ العَذارى

وعلى سُوقِها، تَصْدَحُ

مَوَاويلُ الفَرَاشَاتِ الحُبْلَى

بالأنَاشيدِ

حينَها يَسْطعُ النَّجْمانِ....

وأتَحَمَّمُ

بِرَحيقِ نَخْبِ الحديقه..."

3

وأقولُ:

"وَداعا... وَدَعًا ...

يَا مَسَاءَ الغُرَبَاءِ.

وَدَاعًا... وَدَاعًا...

يَا أَنِينَ الكَائِناتِ.

إنّي أُولَدُ

في الصَّهيلِ الاهً" "صَنَوْبَرًا"...

أميدُ

بالسِينِ : نَوْرَسًا

بالنّونِ : نَرْجَسًا

وَبِالتّاءِ : شعارا ورايَةً

إنِّي تُونِسُ

في سِفْر الأَلْواحِ اُبْعَث:

زِنْبقَةً سَرْمَدِيَهْ."

 

نَعيمة الحمَّامِي من تونس

 

في نصوص اليوم