نصوص أدبية

صرخة الريف الأبي

وردد أناشيد الحرية

بلغة هذه الأرض الأصيلة،

التي تصدر من حناجر الأحرار،

hamza alshafi

صرخة الريف الأبي / حمزة الشافعي

 

صَرخت

من أجل مستشفى

يستقبل فقراء الجبال البعيدة.

صَرختُ،

من أجل مدرسة

تحتضن أطفالا

التهمتهم شوارع المدينة.

قررتُ البوح و الصراخْ،

عندما لمحت أفقا أسودْ

يُسيطر على المدينة،

عندما أيقظني أنين حزينْ

من وطن شامخ يقاوم الغُروب...

في جلساتهم المغلقة،

أدمنوا قهقهاتهم المليئة بالمكر

انتشاء بالاستقواء على الأرض،

لم يَكترثوا لكلماتي،

رغم انفجارها من واقعي

المَريرْ...

اِعْتَقَلوني،

سَجنوني،

أَهانوني،

لم يَكترثوا لدمعة أمي،

ولأنين مدينتي

و لصدق لغتي التي أنطق بها،

لم يكترثوا

لجِراح وطني التي لا تنتهي...

قُلت لهم:

"أنا لم اَسرق ثروة وطن،

أنا لا اَملك منجما في جبل،

أنا لا أُهرب سمكاً من ساحل...،

أنا اِبن هذه الأرض الصامدة،

جذوري فيها،

تمتد إلى ما قبل اِثنا عشرة قرنا مما تُصِرون...

فقط، أريد أن أرَى وطني يَنبُت من جديد،

أن أرى اِبتسامة في أرجاء مدينتي،

أن يَكبُر الأطفال في أحضان المدارس،

أن تنبجس الآفاق عدلا و كرامة،

وأن يجد الفقراء و النساء الدواء..."

على شاشة التلفازْ،

وفي منتصف الليل والنهار،

تُبث مسرحية معتادة

من فصول طويلة،

أبطالها لصوص

أدمنوا على النهب،

بعدما تيقنوا أن لا سِجن يَنتظرهم...

أيها الطفل الصغير،

أطفئ تلفازاهم

كي لا تعتاد على الكذب،

وردد أناشيد الحرية

بلغة هذه الأرض الأصيلة،

التي تصدر من حناجر الأحرار،

الذين سكنوا شوارع المدينة

حتى تكون للوطن نهاية جميلة...

 

حمزة الشافعي

تنغير-المغرب

 

 

في نصوص اليوم