نصوص أدبية

متى تنطفىءُ هذه النار؟

تطرقُ بابي الكلاب ..

فيفتحُ الليلُ لهم أسراري ..

atif aldarabsa

متى تنطفىءُ هذه النار؟ / عاطف الدرابسة

 

قلتُ لها:

أنظرُ إلى قدميَّ :

قدمٍ يبتلِعُها الطّين ..

وقدمٍ تحترقُ بالنار..

وثمّةَ طريقان :

طريقٌ إلى الطُّفولةِ مغلقٌ ..

وطريقٌ مُشرّعٌ نحوَ العَدم ..

 

لا فرقَ على هذهِ الأرض أن تستندَ إلى ظهرٍ مكسور ..

أو إلى ظهرٍ ينحني ..

 

هل تسمع أصواتَ الذينَ يصرخونَ من تحتِ الأرض :

هذهِ النّارُ متى تنطفئ ؟

الرّيحُ تجرُّ النّارَ إلى الخليج ..

والمطرُ قَطْرٌ ..

وأثداءُ السّماءِ جفّت ..

والماءُ النّازفُ من عيونِ النّساء ..

لا يكفي لإخمادِ الحريق ..

 

تطرقُ بابي الكلاب ..

فيفتحُ الليلُ لهم أسراري ..

 

يطرقُ النّحلُ أبوابَ الرّبيع ..

فإذا جميع الزُّهورِ مُغلقة ..

 

أنظرُ إلى المرآة ..

أبحثُ عن الحروب أين تدور ؟

فلا أجدُ إلّا بيوتاً من قشٍّ وطينٍ تحترق ..

وأشلاءَ أطفالٍ منثورةً

وعيونَ نساءٍ بينَ عُشبٍ يحترق ..

حملتُ عيناً ومشيت ..

فإذا الأرضُ خاليةٌ من السَّهلِ والجّبل ..

من الوادي والبحر ..

كأنَّني في غرفةٍ سوداء ..

كلونِ الحطب ..

 

صوتٌ قادمٌ من أوّلِ سماءٍ يقول :

من قلّبَ الجمرَ هنا ..

يُقلّبهُ هناك ..

يا لقطرِ الماءِ إذ يستعر في الخليجِ حطب ..

 

د.عاطف الدرابسة

 

في نصوص اليوم