نصوص أدبية

نُمْ قريرَ الحرفْ أيها الفاعلُ الحزينْ

مهداة الى ذكرى رحيل

المترجم الكوردي القدير

 إبراهيم الخياط

ameen botani

نُمْ قريرَ الحرفْ أيها الفاعلُ الحزينْ / أمين بوتاني

 

أيها الخياط..

أنا أدرك

عمّ كنتَ تبحثُ عنه

بين ثنايا المعاجمِ المتخمةِ بالشقوق،

وما الذي كنتَ تفتقده

لترتِّقَ به أسمالَ المعاني البالية.

أواه...

ان مرارةَ الحياة أفقدتْك لذة الموت،

والمنيةُ الداجية منحتْك ألقَ البقاء.

كنتَ تنوء تحت حملِ سنونِ الحلم...

أوَ كنتَ تحلمُ ببزوغِ موتٍ أجمل؟

أوَ كنت تحلمُ بأُفولِ حياةٍ أخرى دميمة؟.

وأخيراَ...

أشرقتْ عليكَ لفظةٌ معتمة

وتوالتْ على عباراتكَ ملفوظاتٍ

هي أقربُ الى دكنةٍ ملفَّعةٍ بالجهر

من أن تفصحَ عن سرِّ ومضةٍ خبيئة.

لا تغتمّ...

فإنك تمكنتَ من رتقِ شقوقِ المعنى

بما يكفي لإكساءِ عوراتِ الكلمة.

أيها العارفُ المَدين

أنا مَدينٌ لكَ بمجلداتٍ من نُسُكِ الحرف،

أيها الفاعلُ الحزين

أنت تسكنُ الآن في ظرفِ مكانٍ مُبين.

عذراً...

حينما سافرت

كنتُ منشغلاً بالأوهام ذاتها،

ولم أعِ تلك الحقيقة البسيطة:

" ليستِ الحياة إلاّ كلمة عاجلة

لا يفقهها سوى المغرمون بمعانيها المؤجلة ".

وأنت كذلك

غُرِرتَ بمعاني عاجلة.

أرجو أن لا تلومني..

لأنني كنتُ حينذاك

أطاردُ يقيناً ملبداً بالعيش،

بينما كنتَ تأوي

شكاً موبوئاً بالأنفاس.

بالله قل لي..

ما الذي جنيتَ من رواحِ

كل ذلك التمشاء

بين أروقةِ الإياب؟!.

وما الذي ستجنيه من حضورٍ مفعمٍ

بقبولكَ للغياب؟!.

وما الذي غرستَهُ

من فسائلِ التبيانِ

في غياهبِ بساتين الغموض؟!،

إنك لم تلقَ سوى تورّدَ الذبول

ولم ترَ إلاّ مجامرَ الخفوت،

فكيف آلَفَتَ إذن

بين يُتمِ الرقادِ

و مرادفاتِ النهوض؟!.

كما الآخرين..

أنتَ أيضاً،

لم تأتِ لتسكُنَ في بيتِ العثور،

كما الآخرين..

أنتَ أيضاً،

لم تذهبْ

لأنك عجِزتَ عن إيقافِ المرور.

كلا... لم يكن كذلك.

سنلتقي يوماً

عند شبهِ جملةٍ مكتملة،

ونتمشى بمحاذاةِ همزةِ وصلٍ مفترقة،

حينذاك..

سأعطيك هذه القصيدة

كي تصححَ لي ما فيها من هفواتِ المماتْ.

حينذاك..

سأسألكَ

كيفَ لنا أن نكتبَ حياةً خاطئة

على نحوٍ صحيح؟!،

كيف لنا أن نموتَ

ولم نحيا بعدْ...

 

 

في نصوص اليوم