نصوص أدبية
أيّها الحزنُ يا صديقي الجميل
بينما قلبي الذي يشبه حقلَ زنجبيل
يمشطُ اللحظاتِ بعيونِ الذعرِ والفجيعةِ
أيّها الحزنُ يا صديقي الجميل / ثامر سعيد
حينَ أكونُ وحيداً
وهذهِ الغضونُ التي تتبرعمُ
من وجهي
كشواطئَ غادرها السوّاحُ
والعاشقون ،
وحدُكَ من يمرّ بي
بأناقةِ نَمرٍ وأمومةِ نسمةٍ
بينما قلبي الذي يشبه حقلَ زنجبيل
يمشطُ اللحظاتِ بعيونِ الذعرِ والفجيعةِ
تقطفُ من بستانِ الجرحِ زهرةً
تضعها على الطاولةِ
وتقولُ لي :
يا مغفل ..
لا تثق إلا بهذا الأحمرِ
فالبياضُ أكثرُ عرضةً للذبول !
*
في لحظاتٍ أحلكُ صدقاً
نشربُ قهوتَنا المرّةَ بجَلادةٍ وانتشاء
أنتَ بسيجارِكَ الأرستقراطي
وأنا بحاجبينِ مقطبينِ
ونهرٍ بلا مصبٍّ ,
أنتَ بابتسامةٍ خضراء
ولحيةٍ بلونِ الياسمين
وأنا بجبروتِ هزائمي ،
أنتَ بأجنحتكَ الطويلةِ
وسماواتكَ الألف
وأنا بشرانقي البغيضة ،
نتحدثُ كأيِّ نديمينِ عن تجاعيدِ الفصولِ
والغيمةِ التي أمطرتْ عصافيرَ ميتة ،
عن الأرصفةِ التي بُلِلَتْ بحماقاتنا
والصيفِ الذي ضَمّخنا بلزوجتهِ وخَبلهِ
وتلك الحبيبةِ التي أطلقتْ رصاصتَها
وهي تقولُ :
كنْ بخيرٍ أيها القتيل !
ثم نبكي
نبكي عميقاً
فتمنحي منديلاً ينضحُ بدموعِ
كلِّ العاشقين .
بعدها نصمتُ
نصمتُ طويلاً ..
كطفلينِ يرتجفانِ على شاطئ القمر
فأرى أجملَ التُحفِ
وأُصُصَ الزهرِ التي اِستدمعتني
ذات حنين
وهي تتهشمُ بصمتٍ
في دمي .