نصوص أدبية

نون والمهدِ متى تكبرون؟

ameen botaniكفى قعوداً

كفى قياماً،

نون والمهد وما تقتلون.


 

نون والمهدِ متى تكبرون؟ / أمين بوتاني

 

- أطفال حلبجة -

عيونهم الفاغرة

سنادين ذابلة

تسقي شرفات الفصول.

أنامل آذار

تنسج لصمت ألزقاق

شدو الأسيجة.

قاماتهم الشاحبة

غابة من أوار الرحيلْ،

و زغب أحلامهم

فينيق من عويلْ.

 

 أطفال خان شيخون

يضعون أنفاسهم

في حصالات الكفن،

كي يشتروا بها

أرجوحة للهواءْ.

أو بالأحرى

سلّماً للدعاءْ.

إنهم الآن

يرممون الرجم للأنجمِ،

وينسقون بين

قصر القبور و صبر السماءْ.

 أطفال خورماتو

أطفال خورماتو

أنبياء صغار،

يحملون في مآقيهم

نبوءة حائرة:

هل الله أكبر

أم الخيانة؟!.

 

أطفال عامودا

يمتطون أحصنة من لظى

تفوح من أنوفهم الغاضبة

أدخنة موصدة.

لا مخرج..

لا مهرب..

إرموا بقناديل الدجى

على كل الفراشات.

لا تبقوا لهم على حَمَلٍ

على جَمَلٍ

ولا شاة.

في ذلك المساء

على قارعة الطريقْ،

غزوا ريعان الطهر

بأنياب الحريقْ.

الأنامْ

رأوا الختامْ،

وعلى أسرّة الجمر

أطفال نيامْ.

 

أطفال قارنا

أسراب جرادٍ

قُدّت من عدمِ،

أتت على

أعناق الغصونِ

بمناجلَ من كرهٍ و دمِ.

حينما وأدوا ضحكتها

كانت مهتاب

تلهو بخرزات المهد،

و خسرو

على وشك إضفاء حرف آخر

لمواجع المتون.

كفى قعوداً

كفى قياماً،

نون والمهد وما تقتلون.

 

....................

- (في 16/3/1988 حدثت المجزرة الكيماوية في حلبجة وإستشهد فيها خمسة آلاف إنسان بريء في لحظات، صورهم وذكراهم ستبقى خالدة حية في وجداننا وضمائرنا الى الأبد).

- (لا يمكنني أبداً نسيان هؤلاء البراعم الشاحبة في خان شيخون 4/4/2017، إضطرم كرباً وألماً كلما أنظر الى صورة أحدهم- تباً لثعالب الحرب وبراميلهم القذرة).

- (الآلاف من أطفال خورماتو وكرميان بعد إحداث السادس عشر من إكتوبر 2017 المؤلمة، تهدمت بيوتهم وتشردوا مع عوائلهم، فقدوا الزقاق والمدارس والأصدقاء- تألمت كثيراً لمصاب هؤلاء الزهور وبكيت من أجلهم).

- (حريق ومجزرة سينما عامودا 13/11/1960 – إستشهاد 283 طفل تراوحت أعمارهم بين (6-12 سنة/ لأجلهم أكره صالات الأفلام).

- (في 2/9/1980 هاجم الحرس الإيراني قرية قارنا الكوردية القريبة من مدينة نغدة وقتلوا جميع الأهالي من بينهم الأطفال أيضاً، رأيت صور هؤلاء الأطفال الشهداء وإتشح في ناظري كل شيء بالسواد).

 

في نصوص اليوم