نصوص أدبية

هلوسة

توفيق بوشريسأبيع القصيدة.. وأشتري خبزا أولا.. يا لي من بئيس.. أظنها تساوي أكثر مما أعتقد.. سأشتري مع الخبز لحما.. وقد تساوي أكثر.. لا يكن أفقك محدودا.. لما لا أبتاع لي سروالا جديدا.. عوض هذه الخرقة التي ألفت نصف جسمي السفلي النحيل حتى أنها بدأت تستأنس بغرابة بالنصف العلوي!

وسترة سوداء.. لا، لا.. أبهج ذوقك وحياتك قليلا يا أبا قريض! سترة بيضاء.. أو ملونة..

وماذا أيضا؟ وجريدة.. فكرة ذكية. لتظهر مثقفا من الخارج أيضا.. وإن بلا معنى..

خرج من كوخه، تأبط القصيدة بشماله لتكون قريبة من الفؤاد.. مرجعها الأول. وغالية..

فجأة تذكر أن البركة في الجهة المقابلة. ليتأبط القصيدة بيمينه، فتكون مفتاح سعده، قاصدا سوق عكاظ..

وما إن خطا خطوته الأولى خارج عالمه الصغير، حتى أيقظه الضجيج والعالم الكبير من المس.. ليتذكر كالعادة أنه مجنون هارب من المستشفى.. قفل عائدا من حيث خرج حتى لا يمسكوا به.. لا يتمكنوا منه..

 

نص قصصي:

توفيق بوشري - المغرب

 

في نصوص اليوم