نصوص أدبية

أذواق..

توفيق بوشريـ هل تستمتع حقا بما تسمع؟

ـ بل أكثر، أتذوقه!

ـ عجبا، رغم أنني لا أجد فيه من متعة سوى أنه ممل يبعث على التثاؤب ومن تم النوم!

سمع "موزار" كلام صديقي، فغضب غضبا شديدا حتى نهض من قبره المحترم، حضر وجلس أمامه يحملق في ملامح وجهه ممتعضا وهو يتعجب مما يرى وكأنه يريد أن يستفرغ من حجم الفراغ المرسوم على عنوان ذاته..

طبعا لم ير أحد منا "موزار" سواي، دونما تبجح!

أما صديقي.. فمدّ يده إلى جهاز الموسيقى لينتزع قرصي المدمج المفضل الفائح بعطر السمو! ويشغل مكانه رائعة من الروائع الحديثة، ما كادت تصل شبه نوتتها الأولى إلى مسمعي "موزار" حتى استل من جيبه سكينا صغيرا حادا ـ لا يدري من أين أتى به! ـ وبسرعة قطّع شرايين يديه معا، لتندفع دماؤه متدفقة على أرضية غرفتي، تهاوى "موزار" في مكانه ومات من جديد، لم أحزن لموته، بل تمنيت لو أن دماءه نظفت المكان..

لكن ذلك لم يحدث، لأن الدماء نفسها ما احتملت ملامح صديقي ولا الضجيج، فتسامت لتختفي عائدة و"موزار" إلى القبر الأمين..

قال صديقي: هل تزعجك موسيقاي؟

نظرت إلى قدري وقلت: لا، لا.. الأذواق لا تناقش!

***

 

أقصوصة:

توفيق بوشري

 

في نصوص اليوم