نصوص أدبية

مَنْ قالَ أنّي شاعرٌ؟!

عبد الستار نورعليالى الأخ (رباح حسن؟!) الذي يرى أنّ الخيالَ مفتاح الشعر الجميل،

وأن الوزن والقافية هما مكياج القصيدة، ورجاني أن لا أنسى المفتاح،

وأنْ لا أهتم بالمكياج فقط*.

***

أنا لم أقلْ يوماً بأني شاعرٌ

أو شبهُ شاعرْ،

*

اعتادتِ الكلماتُ أنْ تنسابَ

مِنْ بينِ الأصابعِ والمشاعرْ

في حُلّةٍ صيغتْ بمكياجِ القريضِ

وبالبلاغةِ

بالجزيلِ منَ المظاهرْ،

*

أنا لم أقلْ يوماً بأنّي عبقريٌّ عِصمتي

تعلو القصائدَ والمنابرْ،

هذا أنا

ببساطةٍ وسهولةٍ وسلاسةٍ

عارٍ عن التزويقِ

لسْتُ مُزخرِفاً وشياً غُثاءً

كي أجمِّلَ قامتي

مثلاً وسائرْ،

فأصابعي خطّتْ...تخطُّ

بما يطوفُ بمهجتي

مِخيالِها وهيامِها

أو صوتِ مظلومٍ ومسكينٍ وثائرْ،

*

ماكنتُ يوماً مِنْ نوابشِ شهرةٍ

أو طبلةٍ ومديحةٍ

قنصاً جوائزَ من شيوخِ المالِ

أو عرضَ المتاجرْ،

*

أنا لستُ منْ عشاقِ صالاتِ البوادي والحواضرْ،

لأزوِّقَ الأحداقَ والأوجهَ

والأثوابَ والأكياسَ والأقلامَ

تزويقَ المنافقِ والمناور والمداورْ،

*

إنّي نحتُّ الحرفَ بالأهدابِ

بالقلبِ المولّهِ

بالليالي

بالغوالي

بالأظافرْ،

فإذا خلتْ قيثارتي منْ رقصةِ الألحانِ

يكفيني اهتزازُ قريحتي

لأنين سُكانِ الصفائحِ والحظائرْ

وخيالِ أشلاءِ الألوفِ منَ المقابرْ

وصهيلِ أقدامِ الذينَ توهّجوا

في كلِّ ساحٍ بالبشائرْ،

فهمُ الذخيرةُ

والعشيرةُ

والخيالُ،

وحبُّهمْ مكياجُ كلِّ قصيدةٍ

مهدُ السواقي والمعابرْ،

حقُّ القصائدِ والمنابرْ،

*

الشعرُ، قيلَ: صناعةٌ،

ومَنْ استطاعَ سبيلَها

بالفأس والإزميلِ والمزمارِ

والمكياجِ

والعشقِ المغامرْ

هو شاعرٌ

هو شاعرٌ

هو رغمَ أنفِ الشعرِ

شاعرْ .....

**

 

عبد الستار نورعلي

الأربعاء 20 يناير 2009

..............................

*- وذلك في تعليقه على قصيدتي على موقع مركز النور (هذا العراقُ وهذه ضرباتهُ) بتاريخ 16 يناير 2010 ، وهي منشورة سابقاً في مواقع كثيرة بمناسبة فوز فريق كرةِ القدم العراقي الوطني بكأس آسيا لعام 2007. وله محبتي واحترامي وتقديري لرأيه.

 

في نصوص اليوم