نصوص أدبية

غسيل يدين

توفيق بوشريليس لديك أسئلة؟

- لا أريد أن أسألك.. على الأقل الآن. وقد أتخلى عن أسئلتي حتى لو ألحت علي لاحقا..

ولكني أرغب في الحديث..

- تحدثي إذن. ليس مطلوبا منك تقديم إجابات..

كيف سأتحدث دون التفكير في أجوبة؟ لم أتعود على الكلام هكذا دون غاية. حتى عندما لا تطرح علي الأسئلة، أشعر كأني ملزمة بتبرير شيء أو أشياء ما وإن كانت خاصة بي..

- هذا ما أريدك ألا تفكري فيه.

كأنك تريدني أن أكون أخرى..

- بل أريدك أن تتخلصي من الأخرى، وتعودي إليك، تذكري شخصيتك الحقيقية.. أنت فقط تتناسينها. ربما لأنك تخشين عواقب التمرد..

ياه.. أنت تجبرني على ولوج عالم أقفلته أو أقفلوه.. مجرد المحاولة تشعرني بالخوف المزدوج؛ مني علي وأنا أحيي إنسانة ميتة قد تقتلني. ومنهم جميعا أولئك الذين بنوا عالمهم على ما صنعوا مني.. كيف سيتقبلون الأمر؟ بل هيهات أن يفكروا فيه حتى! سيقضون علينا معا الأخرى والحقيقية المدفونة تحت ركام كجبل قمته في السماء السابعة وجذوره تحت الأرض الأخيرة..

- أنت الآن تتحدثين..

ولكني أتحدث فقط..

- حتى تؤمني بأن التمرد ليس كما تتصورين.

وما الفائدة من وعي بئيس؟

- لتوك كنت تتحدثين عن استحالة انبعاثك من رماد مزمن. فماذا تفضلين؟

أكاد لا أفهمك..

- انظري إلى الوردة. جميلة بشوكها لأنها لم تستعره من أحد. وهذا البحر الرائع، لا يظلم أحدا بموجه الغادر أحيانا. هذه الحياة نفسها، لا تقصد إهانة بعضنا مقابل منح كل شيء لآخرين. قد لا تحتاجين إلى وعي زائد. كوني ما أنت عليه وكفى..

مستحيل..

- هي الكلمة التي انتظرت منك لأطرح سؤالي الأول..

***

قصة قصيرة:                

توفيق بوشري - المغرب

 

في نصوص اليوم