نصوص أدبية
بي عطشٌ إليكِ
يطربُ المرجُ
لخرير الساقية
وأنا لإيقاعِ صوتِكِ
*
بي عَطشٌ إليكِ
أينما سِرتِ سترينَها
لافِتةً مرفوعةً في الطُرُقات
*
يتخلّى:
الليلُ عن نجومِهِ
النحلُ عن الأزهارِ
الطائرُ عن جناحيهِ
ولا أتخلى عنكِ
*
منذُ أمدٍ وقُبلتي مُعلَّقةٌ
في الفضاءِ ترفرفُ فوقَ مخدعكِ،
شِفاهُكِ عطشى وبداخلي بركانٌ يثور
*
كصخرةٍ على مشارفِ البحرِ
أقِفُ أنا إزاءَكِ
ينحتُ فيَّ موجُكِ العاتي
ويوماً ما سيتفتتُ كياني
*
ما يشُدَّني إليكِ
حبلٌ من مَسَد
تباريحُ وجدٍ
لا تُحصى ولا تُعَد
*
يتوجّبُ عليَّ
أن أركضَ ألفَ ميل
من أجلِ أن أتقدَمَ نحوَكِ
خطوة
*
ينشطرُ كياني ويتجزّأ
ثم يدخل في طورِ التلاشي
حين لا أجدُ لي مساحةً
في جغرافيا اهتمامِكِ
*
تبذلُ المحارةُ جهداً استثنائياً
لكي تتطابقَ مواصفاتُ لؤلؤتِها
معَ مواصفاتِكِ
*
لن أكونَ سوى
قَشَّةٍ في مَهبِّ الريحِ
حينَ تُغلِقينَ بوجهي بابَكِ
*
يُعاني الغريقُ سُكُراتِ
موتٍ شبيهةً تماماً بتلك
التي تُعاني منها سمكةٌ
أُخرِجت من الماء
*
ثقيلةً تمرُّ الساعات
ما لم يطرقْ سمعي
وقعُ خطاكِ
موحِشةٌ طُرُقي
والأيّامُ حفنةُ رماد
*
لا أرتوي منكِ قطُّ
أزدادُ عَطشاً كلّما
ارتشفتُ من ينابيعِكِ
***
أحمد الحلي