نصوص أدبية
الحب زادي!!
غَريبُ الروح مَوجوعُ الفؤادِ
يُكابدُ لهفةً ذاتَ اتْقادِ
تؤرِّقُ ليْلهُ والْصبْحُ جَمْرٌ
تؤجّجهُ أعاصيرُ السُهادِ
ويَضْنى حينَ يذكرُها بيوْمٍ
تولّى في متاهاتِ البِعادِ
تراءَتْ قرْبَ مُبتَدَءٍ وَليدٍ
كعاليةٍ عليها إعْتمادي
وقد مَلكتْ قلوبا إنْ أبانتْ
وأضْفتْ حَوْلها عِطرَ الوِدادِ
أُسائِلها ونَفسي مِنْ هَواها
مُضرجةً بأحلامِ اتّحادِ
وما نطقتْ لساني بلْ أراني
مُتيّمَ حُسنِها وبلا رَشاد
فخاطبَ لحظُها صبًّا مُعنّى
أحالتهُ العيونُ إلى جَمادِ
تَسمّرَ واقفا والنفسُ حرّى
ونبْضُ الوجْد مجْهولُ المُرادِ
فقالتْ كيفَ تهواني وتبْقى
تُتابعُني كظِلّي أو كحادي
وما عرفَ الجوابَ كما تمنّى
فهامَ بغيمةٍ تسعى لوادي
مَضى نحوَ الفلاةِ بلا مَعينٍ
يردّدُ شاديا "الحُبُّ زادي"!!
ورمضاءُ الوجودِ قسَتْ عليهِ
فأفناهُ التيممُ بالصوادِ
أ يعرفها الذي خرقَ الحِجابا
وأبْصرَها بمنظار اجْتهادِ
وما فَتقتْ ستار الغيبِ يوما
ولا وُهِبَتْ لمخلوقٍ وهادي
فعشقُ الروح من فيضِ التسامي
إلى وَهَجٍ على عرش انْفراديِ
تهادى النورُ أمْواجا وطيْفا
فأحْيا كوْكبا حَفلتْ بشادي
أسيرَ الذوق يا عَبقَ المعاني
أ يحيا كلُّ مَدهوشٍ بغادي؟
وما أفشى التكوّنَ كوْنُ كانتْ
ولا نطقتْ بمَكنون الرقادِ
وتبقى في مداراتِ اكْتناهٍ
توشِّحُها النواهيُ باعْتقادِ
نراها كيْفما ورَدتْ لذِهْنٍ
وجوْهرُ سِرّها دونَ اسْتنادِ
توهّمْنا إذا قلنا بَصَرْنا
فكشفُ غِطائها رهَنُ العِنادِ
أعاقرُها كمَخْمورٍ بتوقٍ
إلى وَمَضٍ بمشكاةِ الْرَفادِ
وأدنو من لواعجها بصَمْتٍ
كمَصْدوعٍ بآياتِ ارْتعادِ!!
***
د. صادق السامرائي
