نصوص أدبية

أنا ومرآتي

عبد اللطيف الصافيأتأبط مرآتي المتربة،

بعد أن أنظفها من بقايا ضباب قديم..

ثم أخرج حافي القدمين،

متوكئا على ذاكرتي المتعبة..

ترافقني قصائد حب ملتهبة،

تقبع في مخيلتي.

الأزقة القديمة

في حينا الذي لا فوارق فيه،

ولا طبقات..

لا فرق فيه بين الأحزان و المسرات..

بين الأحياء والأموات.

تستقبلني بصدى السنين..

بأنفاس تطلع من جدرانها،

كزفرة رجل حزين،

شاخ في سهول النسيان.

تخرج أثقالها من شقوق الجدران..

صور مبعثرة،

لأطفال يمتطون الشمس..

وهم يتضاحكون،

غير آبهين بجراحات الزمن العارية.

رجال يقايضون التمر بملح الأرض،

بعد أن عادوا من رحلة التيه،

بحثا عن ذواتهم القلقة..

وضاعت بوصلتهم في ليل جائر.

و زفرات شهداء..

شيعوا أرواحهم قبل أن يولد الفجر الثائر، ثم اختفوا في حقول الصمت البعيدة..

تاركين سبحاتهم للريح الشاحبة،

التي لم تتعب من ذر الرماد في البصائر.

أفرش مرآتي تحت عين الشمس اللاهبة،

وانتظر حتى يدب فيها البرق..

لأرى وجهك الخجول،

مزدانا بحمرة الشفق.

ألمسه بأصابع مرتعشة..

فتسري في عروقي ضحكات الأطفال..

ورذاذ مبسم لفحته نسمة الجمال.

ثم أغوص عميقا في مرآتي

مدثرا بحلمنا الآتي.

***

عبد اللطيف الصافي- كلميم / المغرب

 

في نصوص اليوم