نصوص أدبية

من وحي العارفين!!

صادق السامرائيتَجَلّتْ وحدةٌ فينا وبانَتْ

بأنوارٍ مُشعشعةٍ تنامَتْ

 

فأغْرَتْنا بروح الحقّ شوْقا

لصادقةٍ مقاعِدُها تساوَتْ

 

صِفاتُ الذاتِ جَوْهرُها جُمانٌ

أحاطتْ كلَّ موجودٍ ودامَتْ

 

رأى نورا بهِ الأنوارُ تُسْقى

فما بَصَرَ الغيوبَ وما أجادَتْ

 

أ يُعْقلُ عَقلنا والنفسُ تهْوى

ودونَ العَقلِ أهْوالٌ توالتْ

 

وأوْهامٌ على وَهَمٍ سَتُلقى

بأفكارٍ مُألّسةٍ أغارَتْ

 

وكيفَ الوعيُ مُرتَهنٌ بحَدٍ

فوَعْيُ وجودِنا حُجُبٌ تسامَتْ

 

وإنّ الأيْنَ مِفتاحٌ لكشفٍ

بباصرةٍ أحاطتْ واسْتنارَتْ

 

فهلْ تدري وكونُ الكونِ يَفْنى

خلائِقُها بأخْلاقٍ أطاحَتْ

 

تَلاقى كلُّ مَوْجودٍ بآتٍ

كساطعةٍ مِنَ الأقْمارِ عانَتْ

 

أ يَذْهبُ خَلقها هَدْرا هَباءً

بكارثةٍ على أمَمٍ تداعَتْ

 

وطغيانُ العروش بها تمادى

ودائرةٌ بنا رَحُبَتْ وضاقَتْ

 

هو الله الذي عَظمتْ عُلاهُ

كأنّ الروحَ إنْ تلقاهُ آبَتْ

 

تقاسَمتِ البرايا كدْحَ طوْعٍ

بإنصافٍ وإجْحافٍ توارَتْ

 

أ مَقهورٌ بقاهرةٍ لفَحْوى

كأنّ القهرَ أقدارٌ أصابَتْ

 

وقهّارٌ بأقْهَرها شديدٌ

عظيمُ العزّ في سُتُرٍ تعالتْ

 

لطيفٌ صانعٌ خَلقا وخَلقا

لطائفُ صُنعِها وَهَجا أثارَتْ

 

عليمٌ إذْ يَراها في دُجاها

كأنملةٍ بأقبيةٍ تخافَتْ

 

وينظرُها ويُطْعِمُها فرادا

ويُحْصيها وإنْ كثرتْ وزادَتْ

 

وإنّ الأرضَ مِعيارُ اكْتيالٍ

وكائنةٍ بأكوانٍ تصادتْ

 

قلوبُ العارفينَ لها شروقٌ

بها الأنوارُ قد حفّتْ وطافَتْ

 

فهُمْ رَعَدٌ وبَرقٌ مُستهامٌ

يريدُ بزوغَها أنّى تزاغَتْ

 

لنَسْعى نحوَ ستّارٍ حَليمٍ

يُبشّرُنا بخالدةٍ أكالتْ

 

ونقرعُ بابَ غفّارٍ كريمٍ

يبرِّؤنا لأنّ النفسَ ساءَتْ

 

حَوائبنا بميزانٍ قَسوطٍ

فما خَسِرتْ ولا كيلٌ تطاغتْ

 

يُسَبّحُ كلُّ مَوْجودٍ بإلاّ

وذرّاتٌ بمَحْمودٍ تبارتْ

 

دموعُ غيومِها هَطلتْ فأحْيَتْ

كوامِنَ بذرةٍ سألتْ وتاقَتْ

 

تعشّبَ تُربُها والزرعُ يَسعى

بمثمرة لمَسْغبهٍ أجابتْ

 

تجاوَبتِ الأيائكُ في نُواسٍ

تغرّد لحنَ أطيارٍ تشادَتْ

 

ومِنْ نفحاتها عَبقٌ عَذيبٌ

يُخلّع كنهَها وبهِ اسْتعانَتْ

 

تباركَ ربّنا بعَجيبِ كوْنٍ

تُسيّرهُ مَقاديرٌ أحاطتْ

 

فهلْ عُدنا إلى الإحسان فيها

بصالحةٍ لإعثارٍ أقالتْ

 

ورغْمَ الحبّ فرّقنا لحبٍّ

يوجّعنا بداهيةٍ أغارتْ

 

تهجّرَتِ البرايا واسْتهامتْ

فلا وطنٌ بهِ الأقطارُ فازتْ

 

وإنّ القلبَ مكلومٌ بتيمٍ

ونبضُ وجودهِ جدواهُ خابتْ

 

أذِقْني يا إلهي بعض عَفوٍ

فإنّ نفوسَنا ولعَتْ وشانَتْ

 

أنيسُ الروحِ مَحفوفٌ بنورٍ

وإنَّ الروحَ مِنْ رَمَضٍ تساقتْ

 

ومِنْ سُلاّفة الوْجد ارْتَوَيْنا

فكمْ أعْطتْ إذا عُصِرَتْ وسالتْ

 

بتقصيري وجَهلي وافْتِقاري

كبوْتُ مُغفّلا فدَجتْ وخابَتْ

 

غفورٌ أنتَ رحمانٌ رحيمٌ

فكنهُ سلوكنا رُغَبٌ أعالتْ

 

تعالى الله عن رفدِ الرزايا

تُصنّعها مُؤمّرةٌ أشارَتْ

 

كأنَّ العقلَ موؤدٌ بغيبٍ

فما عَقلتْ ولا يوما أثابتْ

 

فكيفَ عِقابُنا والعَقلُ مُلغى

وكيفَ ثوابُنا وبنا تهاوَتْ؟!!

***

 

د. صادق السامرائي

2\4\2020

 

 

في نصوص اليوم