نصوص أدبية

يا دُنيا!!

صادق السامرائيقِفْ على الْدُنْيا وشاهِدْ حالَها

أمّــــةٌ هانَتْ ودينٌ قَـــــــدّها

 

وخَــــــلاقٌ بخَليقٍ انْطوى

فاسْألِ الْجُهّالَ عَنْ وَيْلاتِها

 

ضادُها الأبْهى تَخابى وانْزَوى

وأرى الأجْيالَ راقتْ عُجْمَـــها

 

 

وكــــذا الأيامُ أفْضَتْ واشْتَكَتْ

شمسُ عُرْبٍ اسْتَعارَتْ غَيْرَها

 

أيْنَ ذاكَ الفكرُ والمَـــجدً العُلى

وسَنى الْروحِ وفيْضُ المُنْتَهى

 

 

أيْنَ أنوارُ الوجودِ المُرْتقى

وسماواتٌ أبانَتْ فِكــــرها

 

أيْنَ بُستانُ رؤاها المُنتَقى

ورسالٌ مُستضاءُ حَفّها

 

وأدَتْ دينا وآذَتْ جَوْهَــــرا

عمّها القهرُ فأشْرَتْ جَهْلها

 

أمّةُ الفرقان تحْيا غَفلـــــــةً

ورموزُ الدينِ بعضٌ داؤها

 

نَكروا ضوْءَ أصيلٍ ساطِعٍ

وأكادوا فاسْتباحوا أمْرَها

 

أوْجَدوا دينا دَخيلا زائِفا

فاسْتغاثتْ أمّةٌ مِنْ دينِها

 

حَلّلـــــــــــــوا فيها أثيْماً سَيِّئا

فغدى الكرْسِيُّ يَرْعى جَوْرَها

 

فرّقوها ثمَّ هانَتْ واهْترَتْ

فتَنامى بربوعٍ ضَعْفُهـــــا

 

كيْفَ إنْسانٌ ترَبَى مُؤْمِنا

يَتمادى مُسْتَطيبا شرّها؟!

 

رَحْمةُ أضْحَتْ بحكمٍ قسْوَةً

ودماءً بفتاوى سَفكُهــــــــا

 

والخطايا في سِباقٍ عـــــــــارمٍ

مِنْ ضَلالِ النْفسِ حازتْ نَبْعَها

 

ما لهذا الدّين أوْهى ذاتَها

وبهِ الأيّامُ أجّتْ حَوْلها؟!

 

يا طريقَ الحــــقِّ يا نورَ الهُدى

كيفَ صارَ الحَقُّ مَعْنى بَغْيِها؟!!

 

قدْ  شكوْنا وإليْكَ الُمُشْتكى

بَيْننا قوْمٌ أشانوا ذِكــــرَها

 

فَتَنزّهْ عَنْ رؤاهُمْ إنّهُـــــمْ

جَعلوا الدينَ كدينارٍ بها!!

***

د. صادق السامرائي

17\5\2020

 

 

في نصوص اليوم