نصوص أدبية

كنتُ أرجو اللقاء

غانم العنازإلى المرحوم أخي الأكبر*


تبكي عـيـوني أخـا ً أضحى لـنا سـنـدا

            كان الكريـم الـذي في مالـه زهِـدا

تبكي عيوني دما ً ما زال منهمـرا ً

         كـيف العـزاءُ وقد مات الذي رشـدا؟

كان الدليـل لمن ضاقت به سبـلٌ

            كان الـملاذ لمن لـم يسـتطع جـلـدا

كان الحلـيم الذي يعفـو بمقدرةٍ

          كان الجواد الذي يسخو وإن جُـهـِدا

أبكـيه ِ في غـربة ٍ ما كـنتُ أقصدهـا

          لـولا حـروبٌ لهـم إسـتـنـزفت بـلـدا

ويلي الشباب الذي ذاق الحروب لظى

     ويلي العراق الذي قاسى الحصار سدى

ويـح الـقـيـود الـتي باتـت تـكـبّـلـه ُ

       كيف الخلاص وجيش الشر قد حشدا؟

قد كـنتُ أرجو لـقاءً قـبل مفـتـرق ٍ

       يـطفـي لـهـيـبا ً على الأحـشاءِ مـتّـقـدا

لـكــنّـمـا تــلـكــمُ الأقــدارُ راصـدة ً

        كـل ابــن آدم إن أسرى وإن قــعــــدا

أقـولُ للـنفس رفـقـا ً عـلّ أن تجـدي

     في الصبـر بعض الذي ينسي وإن بَعُـدا

وأنصحُ القلبَ بالـتـسبـيح مـقـتـدرا

        كي يـطمئن ّ ويمضي العـمـر مـتـئـدا

تحـنو ضلوعي على ذكرى معطّرةٍ                

            مـا كان أعـذبـها لـن تــمَّحي أبــدا

يحلو دعائي لمن في عطفه عـلـمٌ

       يـهـفـو فـؤادي لمن في صبـره حُـمِـدا

فالله يَرحمكم يا واصلا ً رحـمــا

           والله يُـهـديكَ من أفـضـالـه رغـــدا

           ***

غانم العنّاز – لندن

نيسان 2014 

                                         

* انني اعتبر كتابة هذه القصيدة ليس رثاء للمرحوم اخي الاكبر فحسب، بل لرثاء ابناء العراق الابرار الذين استشهدوا خلال الحروب الدامية والغزو الوحشي المقيت والاحتلال الهمجي البغيض وما تلا ذلك من مذابح واهوال تدمى لها القلوب وتدمع لها العيون، فلهم من الله الرحمة الواسعة ولأهلهم منا جميل العزاء

 

 

في نصوص اليوم