نصوص أدبية

بقايـا وطـــن..

محمد المهديلم يبق لي من وطني

إلاّ عنوان،

و صراخُ صِـبية

وبقايا جيران!!

و بطاقةُ تعريف تُرافقُني

من مكان إلى مكان..

وصوتُ هَـزار

يَصدَح في أذني،

يُذكرني بالذي كان وكان،

ذات يوم حين كُنتُ إنسان!!

وأطيافُ رِفاقٍ،

جَمعوا حقائبهم منذ زمان..

وآثروا الرحيل بعيدا عن الشمس.

أرقُبُ انْسِلال الأمل

من شُقوق الأفق المنغلق

على المجهــول ..

وأُراوِدُ غَدِيَ الهَروبَ

كُلما أَسْدَل الليل أَهدابه،

وتَأَوّهَ ثَمِـلاً من الوحشـة

بعدما غادرتْ مَراسِمَها النجوم..!!

لم يبق لي من وطن

غيرُ طيفٍ متوثبٍ،

سامَتْه العَوادي ضُروبَ

الرّيبَـة وضُمُـورَ اليقين..

ونسلٍ آثَـر الغربةَ

وعناقَ البحر..

فمن يمُـدُّ للشجر ماء الحياة،

ويسقي القوافي لحن الأمل!!

و من يحيي فينا شريعةَ العمل ..

إذا ما حزمنا حقائبنا،

وهجرنا مراسمنا،

وأَنصَتْنا إلى أصواتِ الغَجَر ..

وأدرنا ظُهورنا إلى حادي الأمــل.

لم يبقَ لي غيرُ ذكرى

وصور من ألبوم تآكل،

وبَعضُ وطــنٍ تَمادى

في الخجل..

ومزرابُ شمس

تقاذفته الريح من كل جانب،

وَأَتــاهُ السّيلُ على عجَل..

فانْهدم غير مُبال بالبَلَل..!!

فهل سيعود الهزار

من رحلة الصمت؟

و هل ستعود واللقالقُ،

وتعود الغنيات تصدح من شرفات الجيران؟

وهل سيعودُ الذي كان وكان ..

كي يعود إلى ذاتِه الإنسان؟

***

محمد المهدي

تاوريرت ـ 23 حزيران 2020

 

في نصوص اليوم