نصوص أدبية
خمسُ فراشاتٍ.. دائرةْ!
أينَ الرغيفُ
و كمْ أتى فجرٌ مخيفٌ
سامرَ الأرقَ المكابرَ
لاصفرارِ الليلِ
كانَ الوقتُ يهرَمُ منْ
ضجيجِ الصمتِ
منْ نومٍ يمرُّ على النجومِ
و يختفي مثلَ الكلامِ
و مثلَ ألوانِ الجريـــــــــدةْ !!
2 –
لو كانَ ينتظرُ
السؤالُ على الطريقِ
فثَمَّ نحَّاتٌ يُجدوَلُ
في المواقيتِ الرتيبةِ
أو يُغيِّرُ شكلَ عاصفتي
فأهدأُ
ثمَّ أهدأُ
ثمّ أغرقُ في السكونِ
و أَرتدي لغتي البعيـــــــدةْ !!
قد قالَ: حبــــــرُكَ ساحرٌ
رسمَ النّوايا و استعارَ
غشاوةَ الحزنِ العتيقِ
و بعدُ ما قرأ المرايــــــا و الوجوهَ
و دمعةً للخائفينَ
منَ ( الذبابِ )
و راحَ يبتدعُ
الخرافاتِ الجديـــــــدةْ !!
3 –
في الحيِّ أرصفةٌ
تنامُ على الغبارِ
و تشتكي للعابرينَ
منَ الضبابِ،
و للأحاجي، و الغيابِ
و تشربُ الماءَ
المُبَلَّلَ بالدماءِ
و بالوصايا العشرِ،
ترتشفُ النبيذَ
لتنتشي منْ شدَّةِ
الخوفِ الرهيبِ،
و منْ تخاريفِ المشاةِ
على الخيالِ،
و منْ أكاذيبِ الموائدِ،
و الحفاةُ لهمْ طريقٌ ثالثٌ،
عبروا الرصيفَ
بلا خطى
يتعكَّزونَ على قصيـــــدةْ !!
4 _
المـــسرعونَ
إلى الصباحِ،
إلى فمِ المستقبلِ الوهَّاجِ،
يرتبكونَ منْ سدِّ التشتُّتِ
للضياءِ على المدى،
أو ينحنونَ منَ الرياحِ،
و قسوةِ الأخبارِ،
فارتكبوا جريمَةَ ظلِّهمْ،
تلكَ التي شهدَ الشهودُ
على تفاصيلِ التفاصيلِ
التي لم لم تكنْ فعلًا،
و لكنْ هُيِّئتْ
كلُّ المشاهدِ،
كلُّ أسبابِ المكيـــــــدةْ !!
حتَّامَ تغتالُ الغرابيبُ
القداسةَ منْ عيونِ اللهِ
باسمِ
( الخالقِ الوطنيِّ )
تنبتُ مثلَ
( طحلوبِ ) المسالخِ،
أو تغيِّرُ جلدها،
و الخائفونَ،
بلا عيونٍ، يُبصرونَ
الحربَ أورامًا حميـــــــدةْ !!
5 –
يا أنتَ
يا جمرَ الحرائقِ،
يا رمادَ الأمسِ
يا منْ جانِحاكَ
تكسَّرا في الفجر،
تنتظرُ السماءَ
لتُمطرَ الأشياءَ
منْ مَنٍّ و سلوى،
ثم تزرعُ للطيورِ سنابلًا،
و تلمُّ للدهرِ الحصى،
يا أنتَ
تركضُ في النهارِ،
مسافرًا بينَ
المسافةِ و المسافةِ،
ثمَّ ترجعِ خاليَ الخفَّينِ،
تبتدعُ التعرَّقَ و التشوُّقَ
للمساءِ، تحضِّرُ الأحلامَ
تخترقُ المتاريسَ
الخَؤونةَ للندى،
تغفو عن الرؤيا،
عن الآهاتِ،
ما يدعُ التخيُّلَ
أنْ تنامَ بلا عَشاءٍ
فوقَ معدتكَ العنيـــــــــدةْ !!
***
د. محمد سعيد العتيقُ