نصوص أدبية

بَنَفْسَجِيَّةُ الرُّوحِ

عبد اللطيف الصافيبَنَفْسَجِيَّةُ الرُّوحِ

كُحْلِيَّةُ الْعَيْنَيْنِ

فَرَاشَةٌ مِنْ ذَهَبٍ

وَ مِنْ تَعَبٍ

تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ

والْأَسْرَارُ

سَلَامٌ لَكِ

وَعَلَيْكِ

وَ لِبَيْرُوتَ السَّلَامُ

**

فِي الْقَلْبِ انْفِجَارٌ

قَاتِمٌ

وَانْكِسَارُ

وَفِي بَيْرُوتَ

حُزْنٌ جَاثِمٌ

وَ أُوَارُ

دَوَّى الْمَاءُ وَانْتَفَضَ الْغُبَارُ

صَاحَ الْبَحْرُ مُتَوَجِّعاً

مُتَصَدِّعاً

مِنْ هَوْلِ الْفَجِيعَةِ

مَذْهُولاً مِنْ ظُلْمِ ذَوِي الْقُرْبَى

وَ أَثَرِ الْخَدِيعَةِ

**

فِي الْقَلْبِ دَمْعٌ

وَحُلْمٌ أَبَداً لَنْ يَمُوتَ

لَيْسَ فِيهِ غَبَشٌ

أَوْ مُتَّسَعٌ لِلنِّسْيَانِ

وَفِي بَيْرُوتَ

مَرْفَأ الْأَحْزَانِ

تَنَاثَرَ الدَّمُ فِي الْأَكْفَانِ

عَرَّتِ الْخَطايَا سوْأَةَ الْمَارِدِ

الْمُدَثَّرِ بالْأَدْيَانِ

**

يَا بَنَفْسَجِيَّةَ الرُّوحِ

سَأَحْمِلُكِ جُرْحاً عَلَى كَتِفِي

وَأَمْشِي

وَئِيداً

غِرِّيداً

وَ فِي بَيْرُوتَ

مَهْدَ الشُّهَدَاءِ

تَهْجَعُ النُّجُومُ فِي السَّمَاءِ

والطَّوَائِفُ وَرَاءَ الْمَتَارِيسِ

تُحْصِي خَيْلَهَا

عَلَى وَقْعِ الْمَآذِنِ وَ النَّوَاقِيسِ

تُعِدُّ لِلَّيْلِ حَقَائِبَ مِنْ دُخَانٍ

وَدِمَاءِ

**

وَ مَا بَيْرُوتُ إلَّا نَسِيجَ وَحْدِهَا

لَا تَبُورُ

وَلَا تَأْسَى

وَ مَا بَنَفْسَجِيَّةُ الرُّوحِ إلّا نِدَاءُ الْقَدَرِ

و نُذُورٌ

لَا تُتْرَكُ وَ لَا تُنْسَى

***

عبد اللطيف الصافي/المغرب

 

 

في نصوص اليوم