نصوص أدبية

أنا وروحي!!

صادق السامرائيخَلَوْتُ بروحي فقالت:

أ تدري بأنّ مَسيرَ الجَميعِ سواءُ

وأنّ النفوسَ سواءُ!!

فمنذُ عصورٍ وخَلقُ الزمان سواءُ

يخوضون ذاتَ الدروب

ويَسْعوْنَ من أجْلِ سَفكِ الدِّماء

وقَتلِ الحَكيم!!

وكلّ نبيٍّ بليلِ الوجودِ طريدٌ!!

ومهما أجَدْنا الصعودَ

ترانا نعودُ لسَفْح ابْتداءٍ جديدٍ!!

فأرضُ الحياةِ تدورُ

ونحنُ لزاما علينا ندورُ...

ولسْنا بغيْر انْسحاقٍ نؤولُ

نعيشُ بهضْم فتاتَ العصور

وسِرّ البقاءِ فناءٌ

وسِرّ الفناءِ ارْتقاءُ

كأنّا نعيشُ ليومٍ

كأنّا وَميضُ

وهذا الوميضُ حريقٌ!!

وبعدَ الرّحيلِ

 لأيِّ فضاءٍ تطير القلوبُ

لأيِّ العيونِ تعودُ؟

وكيفَ نموتُ؟

وكيفَ بتربٍ نذوبُ؟

وروحي ستبقى

ستحيا!!

كأنّ الوجودَ امْتحانٌ

ولكنْ لِمَ الإمْتِحانُ؟!!

نموتُ

ونَحْيا

ونَرْحلْ

ويَبْقى الكلامُ

ونَبضُ العَطاءِ الأصيلِ

أ فينا انْعكاسٌ لروح الإله

وبَعْضُ اقْتدار السَّماءِ؟!!

فماذا نكونُ إلهي؟!!

 

د. صادق السامرائي

..............................

* منشورة في مجلة عربية ثقافية في أيلول 1996

 

في نصوص اليوم