نصوص أدبية

تمني ضائع

عطا يوسف منصورتَمَنّى وهو في جَهلٍ أضاعَهْ

شبابَا مُذْ رأى شَيبًا أراعَــهْ

 

تَمَنّى أنْ يَعودَ بهِ زمــــانٌ

ويُرْجِعُ ساعةَ الايامِ ساعَهْ

 

بها دعواهُ يرفَعُها احتجاجًـــــــا

على ظُلم الزمانِ مِن الرضاعَهْ

 

ويشكو للشبابِ مَالَ حــــالٍ

وشَيبًا قدْ رأى فيهِ الشناعَهْ 

 

تَمَنّى أنْ يَعودَ لــه شبابٌ

على ظَنٍّ بهِ يَجِدُ المَناعَهْ

 

تَمَنّى والتَمنّي رأسُ مـــالٍ

لِمَأزومٍ بخُسران البِضاعَهْ

 

تَمَنّى وهو يَدري ذا مُحـــــالٌ

ولا يَدري السَليبَ هي القناعَهْ

 

ولا يدري أذا عادَ افتِراضًا

يَعودُ لِجهلِهِ ويَعودُ هاعَــهْ1

 

ولا يَدري المَشيبَ لهُ اعتبارٌ

اذا ما أحسَنَ المَرءُ اتِباعَـــهْ

 

بهِ نُضْجُ الرجولةِ حينَ يبدو

وعَقلٌ راجِحٌ فيهِ الوداعَـــهْ 

 

هو العينُ البصيرةُ لو وعاهُ

يُهَذّبُ في بَصيرتِهِ طِباعَــهْ 

 

وما سِحرُ الشبابِ سوى افتتانٍ

فإمّـــا للسمـــوِّ او الرقاعَـــــهْ 

 

شبابٌ غالبُ الشهواتِ فيــهِ

وطبعُ النفسِ تغلِبُهُ الخَلاعَهْ

 

فَمَنْ ظَنَّ الشبابَ  لهُ امتيازًا

فكمْ مِنْ خائبٍ يشكو صُداعَهْ

 

يعيشُ وينتهي بينَ الامانـــي

ومِنْ اوهامِهِا يَملي صِواعَهْ2  

 

فَقُلْ للمُشتَكي شيبًا سلامًــــــا

ضياءُ الفجرِ ما أبهى شُعاعَهْ

 

ويا مَنْ قد تَمنّى لو تَمَنّى

لذيذ العيشِ في تركِ اللُعُاعَهْ 3

 

وإنَّ ضُلالَةَ العقلِ الاماني

مَغازلُها تدورُ بها الخناعَهْ

 

ويا مَنْ قد تَمنّى مـــا التَمنّي

إذا ما لم تَكُنْ مَعهُ الشَجاعَهْ 

 

فإنْ [ذهبَ الحِمارُ بأمِّ عَمْر]

فدُنياهُ التي يَرجو فُقاعَــــــــهْ

***

الحتج عطا الحاج يوسف منصور  

 الدنمارك / كوبنهاجن

السبت في 10 / تشرين اول / 2020

....................

* هذه القصيدة جاءت بعد سماعي لرجل يتمثل بقول الشاعر

[الا ليتَ الشباب يعودُ يومًا الى آخر البيت]

1- الرجل الهاعة: الرجل الضَجِر  

2- الصِواع: المكيال

3- اللُعاعة: الدنيا

 

في نصوص اليوم