نصوص أدبية

سعد جاسم: كُنْ بانتظاري أَيُّها البابلي

- الى سلام حربه -

يا صاحبي البابلي المُعتّق

بالمطرِ والنبيذِ

والماءِ الفراتْ

كُنْ بانتظاري

فأنا أُريدُ أَنْ أراكَ

في (بابِ المشهدِ)

أَو في (بابِ الحسينْ)

ومن ثمَّ نجلسُ

مشتاقينَ وظمآنينْ

في حانةِ (سيدوري)

حيثُ بابلُ النورِ والجمالِ

وحسناءُ الحبِّ الأزلي

وعنقاءُ الشعرِ الأولى

وسيّدةُ الجنائنِ المتلألأة

في القلوبِ والذاكراتِ والأرواح

والمتربّعة على عرشِ الكونِ

والمُتوهّجة في موسوعة

"Guinness"

للأرقامِ والأحلامِ

والعجائبِ والغرائبِ

التي هي فراديسُ

وكنوزُ أَهلِنا البابليينْ

التي سرقَها اليانكيونَ

والبرابرةُ والمجوسُ

امامَ انظارِنا وبرغم انوفِنا

نحنُ العراقيينَ الطيّبينَ

والموجوعينَ والمخدوعينَ

و" الغِشْمَةُ " حدَّ السذاجةِ

والنسيانِ والدموعْ

*

ولاتنسَ يا صاحبي

أنْ تصطحبَ معكَ

أصدقاءَنا الشعراءَ

والرواةَ والفرسانَ

والعشاقَ والصعاليكَ

البابليينَ النُبلاءَ والرائعينْ

وليسَ الادعياء والاشرار

والحمقى والمُتشاعرينْ

ولا كتّاب التقاريرِ المُريبةِ

والرهيبةِ، والضباع المُدججينْ

بأَقنعةِ الغدرِ والخديعةِ

وكواتمِ الموتِ والسكاكينْ

*

ويا خلّي وصاحبي

كُنْ بانتظاري

فأَنا بيْ شوقٌ

خارجَ النصِّ والكلامِ

لـ (بابِ الموكبِ)

و(بوابةِ عشتار)

وظلالِ وأَخْيلةِ

وجنوناتِ (كَلكَامشَ

وأنكيدو وشمختْ)

ولتراتيلِ ورقصات ِ

صاحبةِ الحانةِ المَرِحَةِ

والشهيّةِ حدّ اللذَّةِ

والدهشةِ والجنونْ

***

سعد جاسم

..................

* اشارة: كان الشاعر يُفكّر بوضع هوامشَ تعريفية بأسماء الأمكنة  والشخصيات الحلّية المعاصرة والبابلية الاسطورية والمثيولوجية، إلّا انَّه قررَ بعد تفكير أَن لا يفعل ذلكَ حتى لايُثقل النص بكثرة الهوامش والتعريفات، ولهذا فانَّه ارتأى أَن يترك الأمر لمعرفة وفطنة القرّاء والمُتلقين كي يكتشفوا ويتعرفوا على تلك الشخصيات والأَمكنة .

في نصوص اليوم