نصوص أدبية

بمناسبة الذكرى العاشرة

للثورة التونسية التي أوقدتنا

تونسُ الخَضْراءُ تاجٌ عَزَّنا

ثوْرةً أذْكتْ فأحْيَتْ ذِكْرَنا

قبْلها كنّا أسارى سُلْطةٍ

قَتَلتْنا إنْ نَطَقْنـــا رأيَنا

تُبَّعٌ عِشْنا وخَــــــــوْفٌ حَفَّنا

وجِدارُ الصَّمْتِ سُورٌ حَوْلنا

لا تَقُلْ غَيْرَ مَديْحٍ كاذِبٍ

فالكراســــــيُّ إلهٌ عِنْدَنا

وبها الفردُ تَعالى طاغِيا

مُسْتَبيْحاً في بلادٍ حَقّنــا

وطنٌ شَخْصٌ عليْنا إسْتَوى

وبهِ الأيّامُ أضْحَتْ ضُدّنا

بَيْنَ خَوْفٍ واسْتلابٍ دائِبٍ

هكذا عِشْنا حَيارى يَوْمنا

(بُوعزيْزيْ) ثارَ فَرْدا أمّةً

فانْتَفَضْنا وقَهَـــــــرْنا ذلَّنا

تونسٌ أحْيَتْ وجودا كامِناً

ودَعَتْنا لانْطــــــلاقٍ قادَنا

نَحْو آفاقِ مُرادٍ صالحٍ

وحياةٍ عزَّ فيها حُرُّنا

حَطّــــــمَ القيدَ فقيرٌ ثائرٌ

أجَّجَ النارَ ونادى مَنْ أنا

ثارَ شَعْبٌ وشُعوبٌ إقْتَدَتْ

صَنَعَتْ مَجْدا وقالتْ إنَّنا

ثَوْرةٌ تَسْعى بِنَهْــــجٍ صائِبٍ

سَوْفَ تَرْقى لعُلاها المُجْتَنى

أيّها الشَعبُ الطليعُ المُقْتَدى

رائدٌ أنْتَ فَقُـــــــدْنا واهْدِنا

أنتَ إكليلُ سَناءٍ ساطِعٌ

وبهــــــاءٌ يَتنامى بَيْنَنا

رَحِـــمَ الله رِجالاً أوْقَدَتْ

نورَ أذْهانٍ وصانَتْ ذاتَنا

وَطنٌ عاشَ بقلْبٍ نابِضٍ

يَمْنَحُ الحُبَّ ويَهْوى كُلَّنا

قادةُ الأجْيالِ نِبْراسُ الرُؤى

وبِهِمْ تَحْيا وتَسْعى للمُنى

بَعْدَ عَشْرٍ طابَ نَصْرٌ واعِدٌ

وبجُهدٍ سَوْفَ يُبْنى صَرْحُنا

فإذا الشَعْبُ أرادَ المُرْتَقى

إسْتَجابَتْ أمّةٌ في جَمْعِنا

وإذا الأوْطانُ تاهَتْ واشْتَكَتْ

عادَهــــا شَعْبٌ تَفَدّى مَوْطِنا

وأَرَانا قَـــــــدْ صَنَعْنــــا ثَوْرَةً

زعْزَعتْ جيْلا وأوْرَتْ فَجْرَنا

إنّها فينا وخَوْفٌ صَدَّها

وإذا الخَوْفُ كنارٍ أجَّنا

تونسٌ تَحْيـــــــــا فتَحْيا أمَّةٌ

في رُقادٍ مِنْ تَباريْحِ الضَّنى

قدوةُ الثوراتِ يا بَدْرَ الـوَرى

حَطّمَ الإنسانُ أصْفادَ العَنى!!

***

د-صادق السامرائي

21\12\2020