نصوص أدبية

سُرَّ مَنْ راءَ!!

صادق السامرائيسَلامٌ يا ذُرى وَطنِ المَعالي

مِنَ القلبِ المُدَنَّفِ بالجَمالِ

 

ومِنْ رُوحٍ مُتيَّمَةٍ بِقَـــدٍ

وإشْراقٍ بأمْسيَةِ ابْتِهالِ

 

أ يَبْعثُ عاشقٌ مِرْسالَ حُبٍّ

وأشْواقا لجَــــوْهَرةِ الخَيالِ

 

وكائِنةٍ بأفْئِدَةِ ارْتقــــاءٍ

تُؤهّلها الطبائعُ للنِجال

 

تَلوَّتْ سُرّ مَن راءَ البَرايا

مُكللةً بآياتِ الجَــــــــلالِ

 

 إذا نَطقَ الزَمانُ بمُحْتواها

أبانَتْ درّةً ذاتَ انْهــــــلالِ

 

مَسلّة سِفْرنا كنزَتْ نَفيْســــا

ورائِعَةً مِنَ العُصُرِ الخَوالي

 

حَضارَتُها ألا بَزَغتْ بفَجْرٍ

ومِنها فَيْضُ أنْوارِ الكَمالِ

 

سَلوا (الصُوانَ)* عَنْ ذُخْرٍ تَليْدٍ

وآنيةٍ مِـــــــــــــنْ البَدْءِ المِثالِ

 

وعَنْ أمَمٍ أشادَتْ مُرْتَجاها

وأنْظِمَــــــــةٍ لإرْواءٍ وآلِ

 

هُنا انْطَلقتْ مَسيراتُ ارْتِيادٍ

لآفاقٍ بأرْوِقَةِ السُــــــــــؤالِ

 

هُنا التأريخُ مَسْكونٌ بفَجْرٍ

وكُلُّ أصيْلةٍ بِنْتُ اعْتمالِ

 

ومِنْها نورُ إشْراقٍ تَناهى

يَنِثُّ عَبيْرهُ الأسْمى بِحالِ

 

وتَلُّ عَليْجِها* رَمزُ اقْتِصادٍ

وتَدْبيْرٍ لسَيِّئَةِ المَـــــــــــآلِ

 

وإنَّ تُرابَهــــا أثْرى تُرابٍ

بهِ الإخْبارُ عَنْ كُنهِ التوالي

 

أراها أرْضَ أمْجادٍ وعِزٍّ

وحامِلةً لأنْوارِ الرِسالِ

 

بها الأفكارُ شادَتْ مُنْتَهاها

بتائِقَةٍ لما بَعْــــــدَ الأعالي

 

كجذوةِ واعِـــدٍ بُذِرَتْ بكْونٍ

وما خَمَدَتْ ودامَتْ باشْتِعالِ

 

مُباركــــــــــةٌ بإبْداعٍ وفِعْلٍ

شواهِدُها البُنى صُنوَ الجِّبالِ

 

هيَ الدُنيا إذا بَدأتْ بِخَطْوٍ

وتاقَتْ نَحْوَ مَيْدانِ احْتِفالِ

 

جُمانَة أرْضِنا بَعَثتْ بَهاءً

وكمْ نثّتْ ضِياءً في المَجالِ

 

تَسَرْمَدَ ذِكرُها وبَدى سَناها

كبدْرٍساطـــــــعٍ قبلَ الهِلالِ

 

تُقارِعُها العَواديُ كيْفَ شاءَتْ

فتَصْرَعُها وفازَتْ بالنِّـــــزالِ

 

فسامراءُ مِنْ دُرَرِ المَعالي

مُسَوَّرةٌ بإقْدامِ الرِجـــــالِ

 

جَهابِذَةٌ وأسْيادُ اقْتِــــــــدارٍ

فَطابَ لجُهْدِهِمْ خَيْرُ النَوالِ

 

رَقدْتَ بها فما بَرِحَتْ أضاءَتْ

مُشَعْشِعَةً مُبارَكةَ الـــــــــدَلالِ

 

قِبابُ وجودِها ارْتَسَمَتْ بإلاّ

مُعَسْجَدَةً مُنوّرةً بِهــــــــــالِ

 

تَقِيٌّ مِنْ تُقاةِ اللهِ فيْها

يُحامِيْها بواعِيَةِ المَآلِ

 

أبا حَسَنٍ* لسامراءَ حِــــــــرْزٌ

فما ارْتَعَبَتْ مِنَ الخَطَرِ الهَوالِ

 

أدامَتْ حُصْنَ مَوْطِنِها بعَزْمٍ

وتبْقى رُغْمَ صَوْلاتِ الغَوالِ

 

بروحِ عَقيْدَةٍ وشَذى تَليْدٍ

تَفتَّحَ كوْنُها نَحْوَ اشْتِمالِ

 

وأجْيالٍ مُؤهَّبَةٍ لمَجْـــــدٍ

كأنّ مُرادَها نَحْوَ اقْتِبالِ

 

 تَظافَرَتِ النَوايا واسْتقادَتْ

وفازَتْ في مُقارَعَةٍ سِجالِ

 

مَرابِعُها إذا سَرَّتْ وساءَتْ

بَديْـــــعُ عِمارَةٍ رُزِأتْ بقالِ

 

عَليْها صــــــالَ وَحْشٌ مُسْتَبِدٌّ

أبادَ وجودَها بِضَرى الضَلالِ

 

خرابُ مَديْنَةٍ مِنّا وفِيْنا

كأنَّ بِنا عَقابيلُ اعْتِلالِ

 

أ يُعْقلُ جَنَّـــــــةَ الدُنْيا تهاوَتْ

وما رُسِمًتْ على وَجْهِ الرِمالِ

 

قَبيْحٌ في دَواخِلنــــــــا تَنامى

وَغذّى نَهْجَ راعِيَةِ اعْتِضالِ

 

مُحيْط ُوجُــــودِنا مِرآةُ نَفْسٍ

فإنْ ساءَتْ تراءَتْ كالظِلالِ

 

وتَبْقى رُغْمَ صولاتِ انْتِقامٍ

تُداهِمُها بأعْتِـــــــــدَةِ القتالِ

 

مَديْنَةُ أمّةٍ مِــــــــــــنْ ذاتِ أمٍّ

أصابَتْ مَجْدَها بعُلى الخِصالِ

 

وما تَعِبَتْ ولا يَوْما تَراخَتْ

تَنِثُّ بنورهاً فوقَ الطِلالِ

 

تًدورُ بها الدُهورُ على هَواها

ويَمْنَعُها الصمودُ مِنَ الزوالِ

 

سَتَبْقى قــــوةً شمَخَتْ بعَصْرٍ

وإنْ مَرَضَتْ تَشافَتْ بانْفِتالِ

 

فسامــــــراءُ إشْراقُ افْتِكارٍ

ورؤيةُ مُطلقٍ بِنُهى احْتِمالِ

 

لها الأجْيالُ طودٌ مِنْ جديْدٍ

تبشّرُها بآياتِ الــــوصالِ

 

 ذكرتُ الـــــذي فيها تَجَلّى

فلا عَتَبٌ على نَقصِ المَقالِ

***

د. صادق السامرائي

30\11\2020

..........................

* تل الصوان: موقع أثري على الضفة الشرقية لنهر دجلة، وهو قرية متطورة من العصر الحجري الحديث عاشت على إمتداد النصف الثاني للألف السادس ق.م.

* تل العليج: تل إصطناعي إرتفاعه 25 م ، وقطره 200 م ، يقع في الجهة الشمالية للمأذنة الملوية، وتدور حول أغراضهِ حكايات.

* أبا حسن: الإمام علي الهادي

 

في نصوص اليوم