نصوص أدبية

معاناة العراق!!

صادق السامرائيحَضاراتٌ على الآفاقِ سارَتْ

مُنــــوَّرةً بأفكـــــــــارٍ تَبارَتْ

 

تُغالِبُ خَطــــــوَها نَحْوَ ارْتقاءٍ

ومِنْ وَثَبٍ على الأقْرانِ فازَتْ

 

حَضاراتٌ لهــــا العَلياءُ تاجٌ

وأقْمارٌ كما سَطعَتْ أضاءَتْ

 

عِراقٌ في تَوَهُجِهِ انْطلاقٌ

إلى أمَلٍ لهُ الأجْيالُ تاقتْ

 

وما عانى العراقُ بها لِهَوْنٍ

وقدْ عانى لطاقاتٍ تَطامَتْ

 

فلا تَعْجَبْ إذا احْترَقتْ رُبانا

فكلّ قويَّةٍ ضَيْمــــــاً أعانَتْ

 

وفَوْقَ تُرابِنا شَررٌ ونارٌ

وسَجّارٌ لمَسْجَرةٍ أبادَتْ

 

قِوى الدُنيا بما طمَعَتْ تلاحَتْ

وألقتْ حِمْلها حِمَما وجــارَتْ

 

وإنّ النِفطَ قدّاحُ اشْتِعالٍ

ومَجْلبةٌ لأخْطارٍ تَنامَتْ

 

وإنَّ الشعْبَ جبّــــــارٌ عنيدٌ

ورايُ الحَقِّ في شمَمٍ أقامَتْ

 

تقدّمَ شعبُنا والناسُ ضَنْكــا

تُصارعُ آفَةً فيها اسْتكانَتْ

 

وقد بَلغَ العَنانَ وما تَوانى

فأوْرَدَها التألقَ فاسْتنارَتْ

 

ويَسْألُ عن بلادٍ بَعْدَ حَيْنٍ

زمانٌ بهِ الأزْمانُ حارَتْ

 

فَقلْ هذا العراقُ كما أتاها

سَيبْعثُهـــا مُنَوّرةً تَسامَتْ

 

جِـراحُ الويْلِ يَمْحَقُها تُرابٌ

وتَأسوها الخلائقُ ما تآخَتْ

 

عِـراقٌ سَوْفَ يَبْقى رُغْمَ جَوْرٍ

فكمْ عَصَفَتْ دهورٌ فاسْتَدارَتْ

 

فؤادُ الأرْضِ في وَطنٍ عَريْقٍ

فَهلْ عاشَتْ بلا قلبٍ ودامَتْ؟

 

ألا ذَهَبوا وبادوا بَعْدَ سَطْوٍ

وإنّ حَياتَنا انْبَثقَتْ وفاضَتْ

 

وتأريـــــخٌ يُخبِّرُنا بصِدْقٍ

قِواهُمْ في مَواطِننا تَخابَتْ

 

فعِشْ أمَلا وحارِبْ مُسْتَعيْنا

بأسْفارٍ شَواهِدُها توالتْ!!

 

أرانا رغم إعْصارٍ شَديْدٍ

سَنَحْياها بعِزَّتِنا تَباهَتْ!!

 

فسَلْ تَترا وخِرفانا وقوْما

مَرابعُنا لمَنْهَجِهِــمْ أبادَتْ

 

وإنْ قَبَضوا على بلدٍ عَريقٍ

سَتَرجِمُهُمْ أبابيلٌ أغــــارَتْ

 

ألا مَرَّتْ على وطنٍ حُروبٌ

فاخْمَـــــــدَها بأجْيالٍ أرادَتْ

 

فلا يأسٌ ولا قَنَطٌ وخَوْفٌ

لنا أمَــــلٌ يُنازعُها فلانَتْ

 

فحَيِّ كــلَّ إنْسانٍ غَيورٍ

يُواجِهُها بواعِدةٍ تَنادَتْ

***

د. صادق السامرائي

24\8\2020

 

 

في نصوص اليوم