نصوص أدبية

تَــــلَبُـّــس

محمد المهديمِثْلَ تَلَبُّس الرّيح بطود عظيم

هُو نَبضُ الحنين بين جوانحي..

حين يَعصِف بي الشّجَن

و تشُدّني الذّكريات

و أطيافُ الرفاق تَنْثال على غُرفتي

مثل رَدادِ المساءِ حين يَحُجُب الرؤية

و مثلما يَستبدُّ بالمريدُ أَلَـمُ الفِراق.

للمَغيب حكايات وحكايات..

و ترانيمُ تَنْسِلُّ من مَسامِّ العُمر

المُنْـهَرق على ضفاف الزّمن.

و الأملُ يُـلاحقُ ما تبقى من أوقـات،

وثِقلُ السؤال يُؤرقُ حادي الأزمنــة..

تُرى ..

متى تُقلعُ الشمسُ عن عادة الغروب..!!

و متى تُدير الأفلاك ظهرها لنور الشمس

و تجثو على أعتاب الليل ؟؟

لتَتَحَسّسَ خطوات العاشقين

و همسات الطيور المهاجرة

حين تَركَن إلى أغصان الشجر.

مُثْقَـلٌ يومُكَ أيها السّاعي

بين ضِفاف الحلُم وشُطآن الأمــل..

تُكابِـدُ الغِوايَـة

و تَمحُو آثـــار خَطوِك نحو النّـور البَعيد،

تَرقُب تَشَكُّلَ الحبيبة على مَقاس الأسـلاف

في جزيرة العــــــــرب،

حيث كان للشعر مِثقالٌ من شَغَف وحُــب..

وحين كان للغروب طقوس العبادة

واصطلاء الأشواق على أعتاب الليل.

هي نفس المسافات،

ونفس المتاهــات..

غير أن عيون الليل لم تعد حَوراء

بالكُحل ولا بأصباغ الشجن.

و لا الصّبحُ عادَ إِيذانًا بانتهاء البوح..!!

فما صِرنا نَحنُ كما نَحنُ،

ولا الشمس كما الشمس..

تَـتْـرى بِنا الأوقات،

و تَدور بِنا الدوائرُ ..

في متاهات العُمر نُهـلِكُ ذاتَ العُمر

و ما بِزادِنـا من حُب..

نَسير قَسرا صوبَ انتهــاء الإنسـان،

لا نَلومُ أنفُسنا بَل نَلومُ الزمان..

لكننا في آخر الحكاية بأيدينا نغتال الإنسان.

فرحمة الله علينا..

ورحمة الله على الإنسان..!!

***

محمد المهدي

تاوريرت (المغرب)

 

في نصوص اليوم