نصوص أدبية

صادق السامرائي: إرادة التراب!!

صادق السامرائيتُخلّقنا الحَياةُ مِنَ التُرابِ

ونَسْعى كُنهَ طِيْنٍ لليَبابِ

 

ونَحْسَبُ أنّنا فيها ارْتَقيْنا

وإنْ جِئْنا لودْيانِ الغِيابِ

 

وكمْ عِشْنا على أمَلٍ لذيذٍ

فأمْسَيْنا بداهيَةِ الخَـرابِ

 

وما نِلنا بها هَدَفا مُقيْمــــــــاً

ولا أبْقتْ على زمَنِ الشبابِ

 

تُعادينا إذا وَهَبَتْ جَميْلا

وتَدْعونا لمائِدَةِ السَرابِ

 

أرانا في مَواكِبها حَيارى

تُؤاخِذُنا بقاضيَةِ الحِسابِ

 

تُجيزُ خُداعَها والنفسُ طاشَتْ

تُداعِبُنا بمِهْمــــــــازِ انْتِكابِ

 

وتَدْفَعُنا إلى الوَيْلاتِ دَوْما

وتَسْجُرُنا بنيرانِ العَذابِ

 

ومَنْ نَظرَ الوجودَ بلا عُيونٍ

تَبَصَّرَ شاردا دونَ الصَوابِ

 

على قِمَمٍ مِنَ الأحْـــــلامِ يُلْقى

ويُدْحى في مَغاراتِ الهِضابِ

 

أناخَتْ كلَّ مَهْمــــومٍ بشأنٍ

وقد مَلكتْ مَواخيرَ العِبابِ

 

فلا تَعْتَبْ على طينٍ مَكينٍ

تردّى في مُواجَهةِ الحِرابِ

 

وإنَّ الــــــروحَ تائقةٌ لنَبْعٍ

وأفياضٍ تواشِجُها بصابِ

 

ألا ظُلِمَتْ وأنْهَكها ابْتلاءٌ

يُوافيهـــــا بقاسيةِ العِقابِ

 

فما بَرِحَتْ بطينٍ إحْتواها

تُصارعُ طاقةً ذاتَ التِهابِ

***

د. صادق السامرائي

24\2\2021

 

في نصوص اليوم