نصوص أدبية

قدور رحماني: العــزة تشرق من غــزة

قدور رحمانيالإهداء: الى قلعتي الشرف في غزة والجنوب


 العيد

هذا العام ياأماه

أقبل راعفا

كل الكواكب

قـبّرات من دم ..

نغم الطفولة

قد تشكل في العشية شرفة

تروي

تفاصيل المسافة

عن جراح الموسم..

والأرض

في وشمي وفي حلقي

تئنّ

وفي منازل معصمي ...

أماه...

واندلعت سماءٌ فجأةً..

كل الجهات صواعق

مطر نحاسيٌّ .. دخَان شاهق ..

طفل بـهيٌّ

كان في قلبي يعد جراحه ..

سُــورٌ مسنٌّ

بين أضلاع المباني والصدى

كالذهن

تحت القصف ضائعْ ...

شكل بلا شكل

وأوردة هنا

وهناك جمجمة تئن وحيدة

والجو فاقعْ ..

 

كتب .. زجاج نازف

وضفائرٌ

سود

تهيم

على الثرى

وذراع طفل دون جلد أو أصابــعْ ..

سيارة الإسعاف مُهر غامض ..

نغم سماوي

يطارده نُواح الطائرات...

من أين يأتي الماء

يا نبع السرابْ؟

و لكل رشةِ ديـمةٍ خضراءَ

فوج من مدافعْ ..

لن يطفئوكْ ..

لن ينهبوا

أظلالك العليا غدا

ما دام

نبض الأرض يكبر رائعا

في صدرك العاري

كنوار المزارعْ ..

وزع

عناقيد الحزام على الزحامْ ..

لم يبق في هذا المدى

إلا حزامُك والرَّدى..

فجـرْ ...

فلا سقف يقيك ولا منامْ ..

ذبحوا

مزامير المراعي والندى ..

سفحوا

عبير البرتقال

و يتموا

مرح السواقي والحمامْ ..

زرعوا الجذامْ ..

نسفوا

فراخ الضوء فانصرف المطرْ

فتصوَّرِ الدنيا

بلا صحو يغرد أو غمامْ ..

يا أيها المزروع فينا كالشعاعْ

لا شـيء

يكبر في ملامح دربنا

إلا إرادتك التي

حولتَها شجرا خرافيا

على أرض الحزامْ ..

فجــرْ...

جهاتِ الجسم في كل الجهاتْ

فجــرْ ...

لتبتدئ الحياةْ..

***

لك إخوة

خلف الظهيرة قادمون

سلاسلا ..

آتون من ظل الحريق

فرائضا ونوافلا..

من خارج الدنيا عناقا

ساطعا

كالحب

من شهد الحبيب

تصبه

شهب الفناء جداولا ..

***

آتون

من قمة الطيب  التي انتشرت

وقامة البرق

و المرجان والشجر ..

آتون رقرقة

من ساحل التفاح

في وتري ..

آتون رفرفة خضراء

زوقها

سرب

من الحجل البري بالدرر ...

آتون من

أرَج الفرقان

هفهفة

شقراءَ مورقة

في كل فاتحة من طلة المطر ...

***

ماذا أقول إذا لم تستطع لغتي

أن تحتويْ

جرحها المفتوحَ في شفتي

و القلب يحضن كالقنديل جـمرته

و نارُه

أعشبتْ في كل زاويـةِ ..

 

من جبهتي ودمي العاري

ومن عضدي

و ركبتي

ويدي أطلقت أعْيِـرتي

أنا القيامة قد أطعمتها شهبا

من قامتي

و خيوط البرق أوردتي

يا جارة القلب والعينين مغفرةً

ما كنت

أملك إلا نزْف أخيلتي

أموت منتصبا

أَرضي على كتفي

ليكتب الموت فوق الشمس: "لم يمتِ"

***

قدور رحماني

 

 

في نصوص اليوم