نصوص أدبية

عادل الحنظل: وداعا.. أختاه

عادل الحنظلأهذا الذي ما أرى

كانَ أنتِ

رُكاما ضئيلا

وعِرقا يئنُّ من النبضِ

في لوعةٍ

يسألُ اللهَ ماذا جَنيتِ

أمِنْ رَحْمةٍ أنْ تَؤولي ذُبولا

كما يذبلُ الوردُ صَمتا بصَمتِ

تُصارعُ فيكِ المنيّةَ روحٌ

ويَفتكُ في جَنْبكِ الوجْعُ مثلي

فأمسِكُ دَمعي

وأشقى بكَبْتي 

يقينا تناجينَ من لا أناجي

ويدعو فؤادُكِ في وهنهِ

لي

وذلكَ موتي

أتدرينَ بي

حيثُ لاشيئَ منكِ سوى نَظرةٍ

تجولُ بوَجهي

كَمَنْ عامَ في لجّةٍ

باهتٌ لونُها

مُثقلٌ حُزنُها

كالسُؤالِ المُحيّرِ كيفَ انتهيتِ

يُحاوِرُني ما بَقيْ منكِ في هدأةٍ

في سكونٍ .. ولكنْ

تراءى أصفرارُكِ كالنارِ

تَحرقُ فَوقي وتحتي

أيا آهِ أُختي

لماذا برمشةِ عينٍ

وقد عَجَزَ النُطقُ أن تقولي

وداعا

فيا للوداعِ الذي ما نَطَقْتِ

أغالبُ ضَعفي لكي لا تُرى غصّتي

لا..

وما أنا إلّا كَسيرٌ بحُزني

وأرخَيْتُ جَفْني

ذهولا

وأطفأتُ عيني

فعادَتْ سراعا سنونٌ طِوالٌ

وعُدتِ

أيُعقلُ أني أرى

بضعةَ اللحمِ هذي وكانت

كَمَوْشُورِ ضَوءٍ

كَمِشكاةِ نورٍ.. كنَبْتِ

لُجِمتُ وقد بانَ منكِ ارتجافٌ

وقُربُ الردى

حالَ بيني وبين الكلامِ

فصرتُ كمن لا يرى في الظلامِ

ويدري الحِمامَ سيأتي

صريعٌ أنا إذْ أقولُ وداعا ...

وداعا ..

وما مِنْ أسىً بعدَ فقدِكِ ..

أُختي

***

عادل الحنظل

 

في نصوص اليوم