نصوص أدبية

صادق السامرائي: إذا كانَ الإمامُ بها وَديعا!!

صادق السامرائيألا تبَّتْ وما بَلغتْ مُناها

أياديهمْ إذا قَتلتْ أباها

 

بسامــــــراء مَوعِدُنا وإنّا

على أمَلٍ يُباركُ مُرْتَقاها

 

بها التأريْخُ مَمْشوقٌ تليدٌ

وأشْهادٌ كما سَطَعَتْ أُلاها

 

بأفْكارٍ تلاقتْ ثمَّ فازتْ

بساميةٌ تباهَتْ في رُباها

 

بها الإسْلامُ منْ أنوار إلاّ

يواشِجُ أمّةً عَبَدَتْ إلاها

 

فلا فُرَقٌ ولا فَرَقٌ عليها

تلاحمَ كلّها في مُحْتواها

 

كعاصِمَةٍ مِنَ الويْلاتِ تَبْقى

مؤيّدةً بمَنْ أزْكــــى ثَراها

 

على أفُقٍ تُنوّرهُ السَجــــــــايا

تَنامى خَطْوها وسَمى هُداها

 

وسامــــراء مَوئِلنا المُعَلى

ومَنْهَلُ ومْضَةٍ فينا رؤاها

 

شَمَخْنا رُغْمَ تَعْويقٍ وقَهْرٍ

فقد جَذَبتْ لعاليةٍ ذراها

 

بأسْفارٍ مُعــــــزّزةٍ بفِعْلٍ

وأبْطالٍ تُسابقُها خُطاها

 

ومَنهَجُها على الأيّامِ إلْفٌ

يُآخينا ويَمْنَحُنا انْتِباهــــا

 

فهلْ شقُّ الجبالِ يكونُ سَهْلا

بصَخْرٍ من جبالٍ أو سِواها

 

"كناطح صخرةٍ" أنتمْ كأنْتمْ

وقد كسَبَ النَطيحُ بها أساها

 

دهورٌ في مَرابعها وكانتْ

على أهُبٍ إذا دارتْ رَحاها

 

فهلْ أنتمْ منَ المَجْهولِ جِئْتُمْ

بلا كُتبٍ تُذكّرُكمْ قِواهـــــا؟

 

حَضاراتٌ بها بَزَغَتْ كفَجْرٍ

ومِنها كلّ إبْــــــــداعٍ تَلاها

 

سَلوا بربُوعِهــــا زمَنا بَعيداً

أشادَ مَواطِناً رَسَخَتْ قُراها

 

وعَنْ فَيْضٍ مِنَ الأفكارِ يَسْعى

بأجْيالٍ إلــــــــــى أمَلٍ دَعاها

 

سَتبقى رُغمَ عُدوانٍ جَديدٍ

وشيطانٍ تُسانِدهُ عِداها

 

فسامراء خالدةٌ بأرْضٍ

تنوّرها بما مَلكتْ يَداها

 

قِبابُ الروحِ يا وطنَ الغَيارى

بعَسْجَـــــــدها تُبادلنا سِماها

 

ومأذنةٌ تُغذينا شُموخاً

وتَدْعونا لفائقةٍ عُلاها

 

إذا انْقلبَ الزمانُ فلا جَديدٌ

وكمْ دارتْ تخاصِمُ مُجْتباها

 

وأرضٌ ذاتُ سلافٍ لمَجد

ستلهمُ أهْلها شمَماَ وجاها

 

وتوصلهـــــمْ بينْبوعٍ دَفوقٍ

وتُعْلِمُهمْ بما كنزَتْ حِماها

 

هيَ الحُضْنُ الذي فيهِ ابْتدأنا

ودُمْنا فــــي مَواطِنها سَناها

 

فسُرَّتْ حينَ سِرْنا نحوَ مَجْدٍ

يُواكبهـــــــا ويُعْبِقُها شَذاها

 

فبيتُ الروحِ في كَهْفٍ ونَهرٍ

ومأذَنةٍ تلــــــــوّى مُعْتلاها

 

أبا حَسَنٍ بمَرْقدهِ المُزكــى

يُباركُ ذوْدَنا عَمّا اعْتراها

 

إذا كانَ الإمامُ بهـــــا وَديْعا

فكلُّ الناسِ إنْ حَقَّتْ فِداها!!

***

د. صادق السامرائي

8\5\2021

 

 

في نصوص اليوم