نصوص أدبية

سعد جاسم: يمشي الى شفيعهِ الاخير

سعد جاسمبوجوهٍ مُتْرَبةٍ

وقلوبٍ مكسورةٍ

برؤوسٍ دامية

وراياتٍ سود

شعبٌ يمشي

يمشي زاحفاً

الى مجهولهِ الغامضِ

او:

الى شفيعهِ الاخير

شعبٌ:

يبكي خائفاً ومرتبكاً

على ذنوبٍ لمْ يرتكبْها

وإنّما اقترفَها

ملوكٌ وإمراءٌ لُقطاءٌ

وسُلطاناتٌ بدوياتْ

ورومياتٌ وبغايا

وأُمويونَ قُساةْ

ملحدونَ وفريسيونْ

ومجوسٌ قرشيونْ

كُلُّهمْ ملوّثونَ وزناةْ

وخلاسيونَ بوجوهٍ شيطانيةٍ

وبقلوبٍ من خشبٍ ورخام

وبقمصانٍ مطرَّزةٍ باللؤلؤ والمرجانِ

وبرؤوسٍ حليقةٍ وصلعاء

- بالرغم منْ خوائها -

تزدانُ بتيجانِ الذهبِ والياقوت

وبسيوفٍ وبلطاتٍ ذبّاحةٍ

وبنادقَ وكواتمَ غادرةٍ

ودروعٍ ومدرّعاتٍ وطائراتْ

وراجماتٍ ومفخخاتٍ وعبواتْ

تبصقُنا حقداً وسموماً ورمادْ

كلُّ هؤلاءِ

وأُولئكَ كلُّهم

جاءوا بوقتٍ غامضٍ

كي يُشعلوا النيرانَ " في الطفوفْ "

ويوقظوا الفتنةَ في " كربلاءْ "

ويقتلوا " الحسينَ " والعيالَ

ويجعلوا " العراقَ "

وشعبَهُ المَقْهورْ

مَذْبَحةً ومَجْزرَةْ

ويستبوا البلادَ

حتى تصيرَ مقبرةْ

وها هيَ:

الـ

بـ

لـ

ا

دُ

قَدْ أَصبحتْ

كغابةٍ وحشيةٍ

ودارةً مُسْتَعْمَرَةْ

***

سعد جاسم

..........................

* "كتابة جديدة لقصيدة أَثيرة ومؤثرة فيَّ ؛ وذلك

لثيمتها وقيمتها الروحية والشعرية لديَّ ولدى مجموعة

من الاصدقاء والزملاء الادباء والكتّاب والقراء والمُتلقين الاحبّة "

 

في نصوص اليوم