نصوص أدبية

عبد الله الفيفي: ديوان السـَّماء!

عبد الله الفيفيلُـغَـةٌ  تَـمَـطَّــرُ  مِـنْ ذُرَى  الأَحـلامِ

كالطَّـيرِ مِنْ بَـدْئِـيْ انهَـمَتْ لخِـتامي

 

رِيْـشٌ يُـجَـنِّـحُ في الجَـوانِحِ قَـشْعَـمًا

فـتُـحَلِّـقُ الـبـازاتُ  سِـرْبَ حَـمـــامِ

 

والأُغـنِـياتُ مُسَوَّمـاتٌ في الضُّحَـى

بِـعَـواتِـــقِ  الأَوطـــانِ  والأَقـــوامِ

 

تَـبْـنِـيْ مَـلاحِـمَــها بِـنَـبْـضٍ وارفٍ

مِنْ دَوْحِ أَلْـحانِـيْ ورَوْضِ كَـلامِـي

 

صَوْتٌ (لِـهُومِيرُوسَ) أَسْطَـرَ خَيْلَها

فـي مُلْـتَـقَى الإِعْـرابِ  بِـالإِعْـجـامِ

 

أَبَـدًا  تُـرَتِّـلُ  فـي الـمَعاهِـدِ  دِيْـمَـةً

تَـرِفَــتْ  تُـعِــيْـدُ  قِـراءَةَ  الأيـَّــامِ!

***

وإِذا العَواصِـفُ  أَجْهَشَتْ بِـبُروقِـها

شَـنَّـتْ  شِـفـاهَ عُـبُـوسِـها  البَـسَّـامِ

 

وَسْمًا يَـرُوْحُ مَعَ الشُّمُوسِ ويَـغْـتَدِي

ويَـدُوْلُ  فَـجْــرًا  مِـنْ دُجَـى  الآلامِ

 

في البَحْرِ تَسْمَعُ صَمْتَـهُ، وعلى الصَّفَا

يَـخْـتَـطُّ  دِيْـوانَ السَّـمـاءِ الـهـامِــــــي

 

في رَجْـفَـةِ اليَـفَنِ الحَـطِـيْمِ  بِـثَـلْجِـهِ

يُـضْرِيْ الـفُـتُـوَّةَ عُـنْـفُـوانَ ضِـرامِ!

***

ولَقَدْ لَـمَحْـتُ حُـداءَهُ فـــــي حـالِـكٍ

بَـطَـشَ الـظَّـلامُ بِـهِ  بِـجِـنِّ  ظَــلامِ

 

فـتَـوهَّـمَـتْ أُذنِـيْ  بِأَنـِّـيَ شـــــارِبٌ

مِنْ كَـأْسِ آمـالِـيْ نَهـارِيْ  الظَّـامِـي

 

حتَّى تَـكَـشَّفَـتِ الـمَـعـــارِجُ: آيـَـةً

مِنْ  شَمْـسِـهِ  تُـتْـلَـى  بِـبَـدْرِ تَـمـامِ

 

فشَـهِـدْتُ أَنَّ مُـقـامَـهُ  فـي كُـلِّ مـا

شـادَ الشَّـهِـيْـدُ .. بِرِحْلَتِـي كمُقامي

 

وهَـمَسْتِ: «إِنَّ غَمامَةَ الرُّؤْيا الهَـتُـوْنَ

بِداخِلِـيْ»؛ فـشَرِبْتُ بِـئْـرَ غَـمامِــــي!

***

شِعر: أ. د. عبدالله بن أحمد الفَيـْفي

 

 

في نصوص اليوم