نصوص أدبية

عناد جابر: سيّدُ الحرفين

عناد جابر(لروح الشاعر والكاتب المناضل حنا إبراهيم رحمه الله)

كيفَ الرّثاءُ؟ وهل يُرثى الذي خلَدا؟   

 ذِكرًا، وغُيّبَ عــــنْ أنظارِنا جَسَدا

 

موتُ الجسومِ قضاءٌ، لا مَرَدّ لهُ       

 أمّا الخِصالُ، فتبقـــى حيّةً أبدا

 

والنّاسُ بعضُهُمُ، في عيشِهِم وبِقوا    

 وبعضُهُمْ لُحِدوا، والذِّكرُ ما لُحِدا

 

وأنتَ يا سيّدَ الحرفينِ، ما فتِئتْ      

 فِعالُكَ الغُرُّ، نبراسًا ومُعتَمَــدا

 

فيك الصّفاتُ على أضدادِها اجتمعتْ  

 فالنّسرَ كنتَ، وكنتَ البلبلَ الغـــردا

 

دِفءٌ بقلبِكَ، والنّبْضاتُ تحرسُهُ 

 رغم الضّغائنِ، هذا القلبُ ما بَرَدا 

         

لكنّ عزمَكَ كــمْ أعيَتْ صلابتُهُ  

غدرَ الزّمانِ وكيدًا جائرًا حقَدا

 

دانت لك الضّادُ في الإبداعِ طائعة ً

 والصّخرُ دانَ فما أعياكَ إذ صَلَدا

 

كانتْ قصائدُكَ الغـــــرّاءُ رائدَةً       

 في شعرِنا وبهِ الأركانَ والعُمُدا

 

كانت مُدوّيةً بالحقِّ صارِخــــةً ً     

 والحقُّ كانَ عزيزًا باتَ مُفتَقَدا

 

أطلقْتَ صَوتَكَ مِنْ شاغورِنا جَهَرًا  

صوتَ المناضِلِ هزّ الظّلمَ إذ رَعَدا

 

أنشدْتَ للنّاسِ شعرًا في محبَّتِهِم  

 جَزْلَ المشاعِرِ بالإخلاصِ مُتَّقِدا

 

كرّستَ عمــرَكَ للإبداعِ مُتّخِذًا   

نهجَ الكفاحِ وبذْلِ النّفسِ مُعتَقَدا

 

فــــي الشِّعرِوالنّثرِ تبقى باسِقًا علَمًا   

 وفي المواقِفِ تبقى الشّامِخَ الأسَدا

 

للهِ دَرُّكَ مِنْ شَهْمٍ صَحائفُـــــــــــهُ 

 بيضاءُ ناصِعَةٌ في حُسنِها انفَرَدا

 

ذِكراكَ في القلبِ وردٌ لا ذبولَ لهُ   

والإرثُ نحفظُهُ نهجًـــــا ومُستَنَدا

***

د. عناد جابر

 

في نصوص اليوم