نصوص أدبية

صادق السامرائي: قوَّةُ العِلْمِ!!

صادق السامرائيقوَّةُ العلــــــــمِ وعِلمُ القوَّةِ

ما بكنّا يا ضَعيْفَ القُدْرةِ

 

أمَمٌ نالتْ مَقامــاً عالياً

بعُقولٍ وجُهودِ النُخْبَةِ

 

وتواصَتْ ببَديْـــعٍ دافِقٍ

مِنْ يَنابيْعِ عُيونِ الفِكْرَةِ

 

حَرَّرَتْ عَقلاً وأحْيَتْ روحَها

فاسْتقامَتْ بطــــــريقِ العِزَّةِ

 

إنَّها تَرْقى بعَقْلٍ فاعِلٍ

ونَبيهٍ مُسْتَديمِ الثوْرةِ

 

أيُّها الشعْبُ الغَنيُّ المُحْتَوى

أنْتَ أهْـــــلٌ لانْطِلاقِ الأمَّةِ

 

إنَّ بَغْدادَ بعِلْــــــمٍ صَدَّحّتْ

أطْلقَتْ نوراً ببَيْتِ الحِكْمةِ

 

وعلى الآفاقِ مَدَّتْ جُنْحَهــا

وأشادَتْ صَرْحَ مَجْدِ الهِمّةِ

 

إنَّنا نَحْيا بعَقلٍ فاعِــــلٍ

لا بجَهْلٍ وبديْنِ الفُرْقَةِ

 

فاحْتَرِمْ عَقلاً وبارِكْ فِكْــرةً

وانْطلِقْ ضوءً مُنيرَ اليَقظةِ

 

فعِّلِ العَقْلَ ونوِّرْ جيْلَهــا

وتَحَرَّرْ مِنْ ظلامِ الغَفْلَةِ

 

قيمَةُ الشَعْبِ بنَسْغٍ صاعِدٍ

بشبابٍ فيهِ أغْنــى الثَرْوَةِ

 

يا بلادَ العُرْبِ يا فَيْضَ العُلى

أمْطرتْ فِكراً وتاهَتْ مُزْنَتي

 

أمَة الأفذاذِ أعْطَتْ جَوْهَراً

وعُلوماً في رحابِ الغُرْبَةِ

 

يا هُدى الأجْيالِ في عَصْرِ السَنى

أمَّةُ الفُـــرْقانِ دونَ القـــــــــدْوَةِ

 

إنَّها كانَتْ وكانَتْ داؤهـــا

ما تَعافَتْ مِنْ بَلاءِ الخَيْبَة

 

مُنذُ هولاكو تَداعى ذِكْرُها

وأُصِيْبَتْ بمَــــــريْرِ العِلّةِ

 

وتَشاكَتْ مِنْ وَجيْعٍ مُزْمِنٍ

وأناخَتْ لعَديْمِ الرأفَـــــــةِ

 

وتوارَتْ في نَحيْبٍ دائِبٍ

وتأسَّتْ ببَديْــــعِ الصَفْوَةِ

 

إرْتَضَتْ دَوْراً خَمولاً باهِتاً

واسْتَعانَتْ بعَــــدوِّ النَهْضَةِ

 

نفطُها صارَ وبالاً في رُباها

كـــوقودٍ لأجيْجِ النَقْمَـــــــةِ

 

مِثلُ حَمْلٍ بوحوشٍ حوصِرَتْ

إرباً أمْسَتْ بليلِ الصَـــــــوْلةِ

 

وحروبُ النفسِ دامَتْ واعْتَدَتْ

فغَدى الخَلْقُ عَــــــــــديْمَ الألْفَةِ

 

وجَرى أمْرٌ غَريْبٌ مُؤلمٌّ

يَتَباهــــــى بفَسادِ النَزْعَةِ

 

وإذا الناسُ تَلاحَتْ واهْتَرَتْ

وتناءَت عَنْ سُلوكِ الرَحْمَةِ

 

وبها الإنْسانُ رَقمٌ شاردٌ

دونَ حَقٍّ بديارِ السَطوَةِ

 

يا إلهَ الكـــــوْنِ يارَبَّ الذُرى

هلْ جَعَلتَ النورَ نارَ النكبةِ؟!

 

إنّ "إقرأ" نورُ أنْوارِ النُهــى

أيْنَ "إقرأ" في زمانِ الكَبْوَةِ

 

يا إلهـــي إنّنا نُسْقى زُلالاً

وعَذيباً مِنْ رَحيْقِ النَخْوَةِ

 

وإلى مَجْدٍ سَموقٍ خَطوُنا

واعْتِصامٍ بنَبيلِ الأسْــوَةِ

 

أمَلٌ فينا سيَبْقى نابِضاً

ونداءٌ لبَشيرِ العَـــوْدَةِ

 

أرْضُنا كَنْزٌ وشَعْبٌ كنْزُها

وجَميْعُ الشَعْبِ إبْنُ الترْبَةِ

 

فإلى فَوْقٍ بَعيدٍ طالِــــــــــــعٍ

سَوفَ نَرْقى بركابِ الوَحْدَةِ

 

أمّنا جازَتْ خُطوباً أشْنَعَتْ

وتَسامَتْ بعُروشِ الرِفْعَةِ

 

ولها فينا طمــــوحٌ باهِرٌ

ووثوقٌ باعْتِلاءِ القِمَةِ!!

***

د. صادق السامرائي

22\10\2021

 

 

 

في نصوص اليوم