نصوص أدبية
صادق السامرائي: مِنْ وَحْيِّ الإدْراك!!
بَدائِعُهــا عَنِ الإبْداع زاغَتْ
ومِنْ جُرْحٍ إلى جُرْحٍ تَناهَتْ
تَساءَلَ جَهْبذٌ وشَكى حَصيْفٌ
وكلُّ لَبيْبَةٍ عَنْها أشاحَـــــــتْ
بلادُ العُرْبِ أوْجَعَها هَــــوانٌ
وأوْرَدَها التباغضُ ما أعاقَتْ
بنا الأيّامُ تُطْوى في فَراغٍ
بأفْئِدَةٍ إذا نَبَضَتْ تشاكَتْ
فذا زمَنٌ بهِ الأزْمانُ تُكْوى
يُحَمِّلنا أعاجيْبـــــاً تَلاحَتْ
نَدومُ بها على أمَلٍ سَعيْدٍ
وتَقْهَرُنا مَواضيعٌ تَجافَتْ
سَلامٌ مِنْ رؤى صَبٍّ مُريْدٍ
تقلّبهُ المَزاعِمُ كيْفَ شاءَتْ
يَراها فوقَ ما بَلغَتْ مُناها
ومِنْ عَلياءِ مَوْطِنها تَهاوَتْ
إلى أمَمٍ بها الطاقاتُ حَيْرى
تُبَدِّدُها حُكــــــوماتٌ تَغابَتْ
ألا نهَضَتْ شعوبٌ مِنْ أساها
وبَعْدَ حُروبِها جَمَعَتْ وآختْ
هيَ الأقوامُ تَحْيا مُحْتَواها
وتُطْلِقُ قوةً فيهــا تَطامَتْ
لها مَجْدٌ إذا وَثبَتْ بعَزمٍ
مُوَحَّـــدةً براياتٍ تَعالَتْ
كأنَّ وجودَها سَبْكٌ وعَضْدٌ
تُعزِّزُهــا أشاويسٌ أرادَتْ
تبدَّدَ ضُدُّهـــا والضُدُّ أبْدى
مَحاسِنَ كنْهِها وبهِ تَباهَتْ
عَلائِمُ إنَّهــــا طلعَتْ كشَمْسٍ
أضاءَتْ في دياجيْرٍ وغابَتْ
على أفُقٍ مِنَ الأفكارِ طافَتْ
مُجَنَّحَةً قوادِمُهـــا اسْتَطالَتْ
مَحاسِنُها مِنَ الأفْعالِ تُسْقى
وتَرْعاهــــا طَوابيْرٌ توالَتْ
فذُدْ عَنْها وحارِبْ مَنْ أتاها
يُبارِكُ نَكْبَةً فيهـــا اسْتقادَتْ
وعَنْ حُقًبٍ مُبَرَّزَةٍ بعِلـــــــمٍ
تُحدِّثُنا الشواهِدُ كيْفَ جادَتْ
وأمُّ العُرْبِ مَنْهَلها عَريْقٌ
بماءِ وجودِها أمَمٌ تَساقَتْ
جَهَلْناها فأوْهَمَنا جَديدٌ
وأرْدَتنا أحابيلٌ تَداحَتْ
أ مِنْ ألمٍ إلــــى شَرَكٍ ثقيلٍ
تَصَرَّمَ جمْعُها وبِهِمْ تفانَتْ
مُعلّلتــــي بنارٍ بَعْـــــــــــدَ نارٍ
عقولُ النشئِ في غَفَلٍ تَخابَتْ
تُحدِّثُ عَنْ مَــــرابِعِها بيَأسٍ
لأنَّ الروحَ مِن بَرَحٍ تهاوَتْ
فَكُنْ عَلَماً عَزوماً مُسْتَقيْماً
يُنازِلُ وَثبةً أنّــــى تَبارَتْ
فإنَّ لأمِّنا مَجْــــداً وليْداً
بأجْيالٍ إذا قالَتْ تَناخَتْ
أرى أمَلاً ومُنْطَلقاً مُنيْراً
وأفْكاراً بعَلياءٍ تَواصَتْ
وأفْواجـــاً مُؤَزَّرَةً بمَعْنى
وأرْواحاً لأكْوانٍ تَسامَتْ
يَرومُ كيانُهـــــــــــا عَرْشاً بهِيَّاً
لأمَّةِ "كُنْ"، وإنْ لهَجَتْ بكانَتْ
ومَنْ فَهِمَ التراثَ بعَقلِ عَصْرٍ
يُباركُ أمَّةً سَطعَتْ وســـادَتْ
***
د-صادق السامرائي
8\11\2021
