نصوص أدبية

وليد الزوكاني: غريب

يخطرُ للوحيد على طريقٍ بلا نهاية

أن يتركَ خطاهُ على الإسفلتِ طوابعَ بريدية،

الإسفلتُ الذي كان يتعرّجُ كأحجية.

صخورٌ بيضاءُ

حشائشُ شابتْ من قسوةِ الشمس

وخُنفَساءُ

بالكادِ تُدحْرجُ دولابَ الظهيرةِ الكبير إلى العتمة.

أنتظرُ،

الشارعُ كله يمر في عينيّ

بسياراته وغُبارهِ ولا جدواه

الشارعُ المحفورُ بالإسفلتِ مثل جرحٍ لا يبرأ.

**

-٢-

المطرُ الذي يشبه النقودَ القديمة

يرنُّ تحت قُبّةِ فَقْري العالية،

فَركَ ماعزَ الليل بالخُرافة

وضعَ إصبعَهُ المبلولةَ

على شفةِ الأفقِ الكئيب،

لثمَ أصابعَ الوردةِ لتفتحَ عينيها.

المطرُ الذي يتدحرجُ على زجاج النوافذ الخجولة

وهو ينزفُ الضّحكَ

تكوَّمَ تحت نافذتي

دخلَ قلبي الأَفْقرَ من شجرة بغير استئذان

**

-٣-

يجلسون على الأرائكِ مبتسمين،

بعينٍ عميقةٍ ينظرُ فيهم واحدًا واحدا.

بالأمس

عبروا مثل وحوشٍ ضاريةٍ بين شُجيراته،

آخرون لم يصلوا بعد

مازالوا هناك في الوديان العميقةِ

يحرثون ضوءَ القمرِ بسنابكِ الصُّراخ

ويزرعونه بالشّوك.

يتّكئون على ندوبِ قلبه التي كبُرتْ مع الوقت،

يقهقهون،

رفعَ روحَهُ كصرخةٍ ممزّقة

وجلسَ فارغاً مثل كَرتُونَة.

***

وليد الزوكاني

في نصوص اليوم