نصوص أدبية

صادق السامرائي: مَواقِدُ الوَجيعِ!!

صادق السامرائيتَأمَّرَ جائِرٌ وعَتى ذليْلُ

وإنَّ فَسادَها فيها الدَليْلُ

 

شَبابٌ دونَ واعِدَةٍ بخَيْرٍ

يُصَفِّدُهُمْ بأوْهـــامٍ عَليْلُ

 

ويُطْعِمُهُمْ بيَأسٍ فَـــوْقَ يَأْسٍ

ويُفْرِغُهُمْ مِنَ الأحْلامِ جيْلُ

 

تُصيْبُ شَبابَها خَيْباتُ أزْرى

تُسَجِّرُهــــــــــا عَداواةٌ تَهيْلُ

 

لمُخْتَنَقٍ بـــــــلا أفُقٍ رَحيْبٍ

تَوافدَ رَفْدُها وطَغى الخَشيْلُ

 

تَعذَّبَ نابهٌ برؤى بَلــــــــيدٌ

وأثْرى في مَرابِعَها الوَكيْلُ

 

تَوابعُ غَيْرِهُمْ أعْداءُ شَعْبٍ

وقدْ جارَ المُجاورُ والخَليْلُ

 

تحَنَّطَ عَزمُهُمْ وشَكَتْ قلوبٌ

يُوَجِّعُهــــــا المُقاتِلُ والقَتيْلُ

 

 هيَ الدُنْيا على دَرْبٍ مُنيْرٍ

ونيْرانٌ بمَوْطِنِهــــــا تَغيْلُ

 

تَغَلَّقَتِ المَنافِـــذُ واسْتَدامَتْ

وحارَ خَليقُها وخَوى القَليْلُ

 

مَحابيْطٌ يُدَثّرُهُمْ أساهُمْ

ويَسْحَقهُمْ بعاديَةٍ عَميْلُ

 

زهورٌ في تَفتُّحِها انْشِراحٌ

يُذبِّلها المُنـــاوئُ والعَليْلُ

 

جَهولٌ قادَ سُلطتَها بسوءٍ

يَتوِّجُهُ المُبوِّقُ والغَفيْلُ

 

دُمى  جُلِبَتْ يُحَرِّكها غَريْبٌ

ويَحْكُمهـــــا بتَرْهيْبٍ نَزيْلُ

 

وعَنْ وَطنٍ بهِ الأجْيالُ ضاعَتْ

تَحَدَّثَ فاسِــــــدٌ ورأى عَضيْلُ

 

بلادٌ في مَـــرابِعِها جَحيْمٌ

يؤجِّجُهُ المُناوئُ والعَذيْلُ

 

ومَنْ خانَ البلادَ ومَنْ عَليْها

يؤدِّبُهُ المُواطـــنُ والأصيْلُ

 

لِسانُ وُلاتِها مِنْ نَسْلِ غَيْرٍ

إذا نَطقوا يُفَضِّحُهُمْ خَطيْلُ

 

تَراهُمْ في خِطابٍ مُسْتَعابٍ

تُسَفّهُه ُ القَواعِدُ والجَزيْلُ

 

ضَحائِلُ جَمْعِها في صَدْرِ شَعْبٍ

يُسَيِّرُهــــــــا المُخادِعُ والدَخيْلُ

 

تراثُ مَسيْرةٍ في جَوْفِ هوْنٍ

يُقدّمُــــــــهُ المُضَللُ والمُديْلُ

 

بتَجْديْدٍ إذا نَطَقوا أرادوا

إدانةُ أمَّةٍ فيهـــا الجَميْلُ

 

سِلاحٌ يُشتَرى , يُهْدى إليْنا

لنَقتلَ بَعضَنا ولهمْ حَصيْلُ

 

مَزاعِمُ ثورةٍ ثارَتْ عَليْنا

يُمَوِّلها المُغَفِّلُ والمُعيْلُ

 

وما نَظروا لأمْجادٍ أنارَتْ

كأنَّ سُلوكَهُمْ ســــوءٌ كفيْلُ

 

مَعالمُ جَوْهَرٍ فــي ذاتِ فَجْرٍ

تَوامَضَ خالداً فَهَمى الوَبيلُ

 

عُروبَتُنا بها وَجَعٌ شَديْدٌ

هّويَّتنا يُغيِّبُها الـــرَحيْلُ

 

ومِنْ بُهْرٍ إلى سُوءِ افْتراضٍ

 يُصاحِبُنا التَخبُّطُ والعَــويْلُ

 

تَساءَلتِ المَعالِمُ والجِبالُ

وعاتَبَنا التَشامُخُ والنَخيْلُ

 

فَهلْ مِنّا الـــذي مَنــــــحَ البَرايا

مَنارَ عُصورِها فَبَدى السَبيْلُ؟!!

 

إلهي أمّةُ الفرقانِ ضاقَتْ

بأنْظِمَةٍ توَلاهـــا الضَئيْلُ

 

فَهَلْ تَبْقى بمَألسَةٍ وبُهْتٍ

وما قادَ الزَمانَ بها نَبيْلُ؟

 

سَتَرْقى رُغْمَ إجْحافٍ وعُنْفٍ

ومِنْ وَقَدٍ سَيَأتيَهـــــــا الأثيْلُ

 

فلا يَأسٌ وإبْلاسٌ وخَوْفٌ

بنَيِّرَةٍ يُبَشِّرُنا الـــــــرَسيْلُ

 

أخاطِبُ أمّةً ًسُجِرَتْ بذاتٍ

توَقِّدُهـــــا عَقابيْلٌ تَحيْلُ!!

***

د. صادق السامرائي

16\11\2021

 

 

 

في نصوص اليوم