نصوص أدبية

لا صبر عندي كي أطيقَ واصطبرْ

نارانِ في قلبي وأخــــــرى تستعرْ

ما كنت أحسبُ أن دهري فاجعي

فيمن أحبُّ وليس مثلــــــي يقتدرْ

 جربتُ أن أنسى وجدتُكَ حاضــرًا

كالنبضِ من قلبي ولستُ بمحتضِرْ

يا أيُّها الوجعُ العظيمُ إلـــى متى

تبقى دموعي من فؤادي تنهمرْ 

وإلــــــى متى أبقى ببابِكَ انتظرْ

لا صوت يأتيني ولا بابٌ يصرْ

أغلقتُ بابي والدمــــوعُ هواملٌ

ويئستُ من خلٍّ يعودُ من السفرْ

عجبا تمرُّ الذكرياتُ ســــريعةً

مرَّ السرابِ على القفارِ ولا أثرْ

عرِّج إلـــــــــــى روحي فإنِّي فاقدٌ

صفوَ الحياةِ، عسايَ أفرحُ بعد ضـرْ

يا مـــن رَضيِتَ من الحياةِ اقلَّها

وزهدتَ في عيشٍ بها لا يُنتظرْ

فـــي كلِّ يــــومٍ يستبينا شــــــــوقُنا

سـبيَ الأسيرِ  طغى عليه المنتصِرْ

حطبـــــاً غدونا للهمومِ  فشَهدُنا

منذ ارتحلتَ مذاقُهُ كالصّابِ مُرْ

الصوتُ صوتُكَ لم يفارقْ سمعَنا:

الداءُ غيّبَني ولكن قـــــــــد خسرْ

مازلت أرتادُ المجـــــالس واقفا

ارجو الشفاعة من إمام منتظرْ

وأرى رفاقي كلما مروا ضحىً

قالـــــــوا هنا كنا نجيء وننتظر

وبظل تلك الباسقات جلــــوسنا

فنلوذ بالظلِّ الوريقِ من المطرْ 

 الان أنـــي بعد عمـــرٍ راحــــــلٌ

بيْ من هوى الدنيا شجون المعتبرْ

وتطوف روحي حول قبركَ كلمـــــــا

طافَ الندى حول الأزاهرِ في السحرْ

وصلت قصيدتنا الختام وما لنا

بعد التهجّدِ غير ذنب يُغتفـــــرْ

***

د. جاسم الخالدي