نصوص أدبية

إسراء فرحان: حتى أنتَ يا نهرُ

اسراء فرحانتدور بذهنيَ الفكرُ

بدنيا لستُ أفهمها

أمانٍ في شغاف القلب مسكنها

إذا ما جئتُ أكتبها

مضى بخيانتي الحبرُ

فلي في العمر أصحابٌ

وأذكرهم.. وأحفظ عهدَ صحبتهم

ولا ذكروا .. ولا حفظوا

ولي في العمر أحبابٌ

مضوا والقلب أخرجهم

جميعاً من ليالينا

وهبناهم مودتنا

وأهدونا مآسينا

سراباً في سنين العمر قد عَبَروا

وظلّتْ بعدهم عِبَرُ

*

وعندك أنت يا نهري

محوت الكل من عمري

فهل تدري بأنك خير أحبابي

وعندك أنت يا نهري

يصير الحب أغنية بأهدابي

وعندك أنتَ يا نهري

نسيتُ جميع أصحابي

فمعْكَ العمر يخضرُّ

وعندك تزهر الأيام

عندك ينتهي الخطرُ

لجأتُ إليك يا نهرُ

*

على الدرب

أتيت بمفردي أخطو على الدرب

وأحمل بضع شمعات

على لوح من الخشب

وحلمٌ كان يسكنني

كما سكن التَّخوّفُ قلب مرتعبِ

كما سكن الرجاء بعين مرتقِبِ

كما سكن الحنين بقلبيَ الصبِّ

كما سكن الشتاءُ به

وزادتْ بردَه الذِّكَرُ

*

وأوقدتُ المنى شمعه

ظلام الليل أتعبني

ظلامٌ لا تحاربُهُ سوى الشمعات ملتمعهْ

وضوءُ الشمعِ مرتجفٌ

كما ارتجفت على أهدابيَ الدمعهْ

أعلّقُ ناظري فيه

و يأخذني الشرودُ معَهْ

شموعٌ صرتَ تحضنها

تهدهدها

فحاول أن تداريها

بحق الحب واللوعهْ

*

هي الآمال في التيار مثل الدمع تنهمرُ

لقد أطفأتَ شمعاتي

وزدتَ الهم والتعبا

وصار الليل يخنقني

يزيد بخافقي رعبا

فحلم كان بين يديّ قد نُهِبا

هنا وحدي.. هنا أمشي..

وقلبي؟!!

لم أجد قلبي!!!

لقد هربا

وصار الخوف يجري بي

ويدفعني إلى الهربِ

وما ذنبي؟!

لقد أبكيتُ صمتَ الماء والصفصاف والغَرَبا

فحبٌّ كان بين يديّ قد نُهِبا

*

وحتى إنتَ يا نهرُ

ظننْتُكَ أنتَ تبقى لي

إذا الأصحابُ خلوني

وإن غابوا.. وإن غدروا

وحتى أنتَ يا نهرُ

تركتَ الدمعَ أغنيةً بأهدابي

ظنَنْتُكَ خير أحبابي

ومعْكَ العمرُ يخضرُّ

وعندكَ تزهر الأيام..

عندكَ ينتهي الخطرُ

وحتى أنتَ يا نهرُ

أتطعنني وتتركني

 مع الأحلام أُحتضَرُ

لماذا قل لي يا نهرُ؟؟!!!

***

شعر: إسراء فرحان

من كتاب قمر الزمان

 

 

في نصوص اليوم