نصوص أدبية
محسن عبد المعطي: مَوْلِدِ حُبِّنَا
مُهْدَاةٌ إِلَى صَدِيقَتِي الْحَمِيمَة الشاعرة المصرية الرائعة: حنان شوقي اللواء، تَقْدِيراً وَاعْتِزَازاً وَحُبًّا وَعِرْفَاناً
1- وَعُدْتِ إِلَيَّ فِي الْآفَاقِ فَجْرَا = جَمِيلَ الْوَجْهِ يَحْمِلُ أَلْفَ بُشْرَى
2- فَغَنَّى الْقَلْبُ وَالْأَفْرَاحُ هَلَّتْ = تُبَارِكُ حُبَّنَا فَازْدَادَ فَخْرَا
3- مَلَكْتِ الْقَلْبَ فِي أَلَقٍ جَمِيلٍ = وَفِي اللَّيْلِ الْبَهِيمِ يَرَاكِ بَدْرَا
4- فَجُودِي بِالْمَحَبَّةِ يَا حَيَاتِي = فَحُبُّكِ يَمْلَأُ الْأَجْوَاءَ عِطْرَا
5- سَيُولَدُ حُبُّنَا فِي خَيْرِ لَيْلٍ = وَيَخْرُجُ مِنْ ظَلَامِ اللَّيْلِ نِسْرَا
6- سَيُولَدُ حُبُّنَا طِفْلاً جَمِيلاً = وَيَنْثُرُ وَرْدَنَا فِي الْحَيِّ نَثْرَا
7- سَيُولَدُ حُبُّنَا يُثْرِيهِ قَلْبٌ = جَمِيلٌ يَقْلِبُ الْإِعْسَارَ يُسْرَا
8- فَقُومِي بَشِّرِي قَلْبًا خَفُوقًا = بِحُبِّي وَامْسَحِي بِالْحُبِّ عُسْرَا
9- وَلَاغِيهِ بِأُسْلُوبٍ جَمِيلٍ = يُدَاوِي الْجُرْحَ يَسْتَعْطِيهِ نَصْرَا
10- تَعَالَيْ وَالْفُؤَادُ بِوَحْيِ شَوْقٍ = لِنُنْشِئَ مِنْ مِدَادِ الْحُبِّ جِسْرَا
11- تَعَالَيْ بَيْنَ وَحْيِ الْحُبِّ نَعْلُو = نُشَيِّدُ مِنْ حَنَانِ الْحُبِّ قَصْرَا
12- تَعَالَيْ وَاللَّقَاءُ بِأَمْرِ حُبٍّ = لِقَلْبَيْنَا فَلَسْتُ أُرِيدُ أَجْرَا
13- تَعَالَيْ وَاسْتَتِبِّي فِي أَمَانِي = عَلَى عَرْشِ الْهَوَى مَا زَالَ جَمْرَا
14- فَهَيَّا اسْتَدْفِئِي بِالْجَمْرِ هَيَّا = وَنَشْرَبُ شَايَنَا الْمِعْطَاءَ حُرَّا
15- وَنُمْسِكُ بِالشُّعُورِ عَلَى هَوَانَا = وَآخُذُ قَلْبَكِ الْمِعْطَاءَ دُرَّا
16- نُفَكِّرُ فِي الْهَوَى أَنَّى الْتَقَيْنَا = وَنَدْخُلُ فِي هَوَانَا الْحُرِّ خِدْرَا
17- وَأَقْتَحِمُ الْفُؤَادَ بِكُلِّ حُبٍّ = وَأَنْتِ بِحُبِّيَ الْمِعْطَاءِ أَدْرَى
18- نُشَكِّلُ بِالْهَوَى أَيَّامَ عُمْرٍ = جَمِيلٍ يَفْتَدِي بِالْحُبِّ نَحْرَا
19- وَنَسْتَبِقُ الْغَدَاةَ إِلَى لِقَاءٍ = يُوَسِّعُ حُبَّنَا شِبْرًا فَشِبْرَا
20- فَأَنْتِ الْحُبُّ فِي قَلْبِي مُدِيمٌ = عَلَى نَغَمِ الْكَمَانِ يَزِينُ شَطْرَا
21- أَنَا الْبَيْتُ الْجَمِيلُ عَرُوسَ حُبِّي = فَبِالْقَلَمِ انُقُشِيهِ يَزِينُ صَدْرَا
22- وَإِنْ مُتُّ انْدِبِينِي فِي قَصِيدٍ = حَزِينٍ يَبْتَغِي لِلْحُبِّ قَبْرَا
23- وَصَلِّي فِي الْجَنَازَةِ بِاتِّئَادٍ = يُعَزِّي وَالْفِرَاقُ يَصِيرُ تِبْرَا
24- أَيَا دُنْيَايَ أَعْرِفُ شَكْلَ حَظِّي = وَلَا أُخْفِيكِ يَا دُنْيَايَ عُذْرَا
25- فَقَدْ سَقَطَ الْقِنَاعُ وَصِرْتُ لَحْدًا = بَغِيضاً مَا دَرَى لِي الْيَوْمَ قَدْرَا
26- وَقَدْ كُنْتُ الزَّعِيمَ بِلَا جِدَالٍ = وَكُنْتُ مُتَوَّجًا مَلِكًا كَكِسْرَى
27- وَكُنْتُ أَمِيرَ شِعْرٍ لَا يُبَارَى = بِأَشْكَالِ الْقَصِيدِ أَهِيمُ نَشْرَا
28- فَلَيْتَ الشِّعْرَ يُرْجِعُ لِي حَيَاتِي = وَلَيْتَ الشِّعْرَ لَمْ يَلْجَأْ لِبَصْرَى
29- ذَرِينِي فِي رِحَابِ الْمَوْتِ طَلْقًا = أُحَقِّقُ مِنْ مُنَايَ الْآنَ شَذْرَا
30- وَغَطِّينِي لِحَافُكِ سَوْفَ يُثْرِي = شُعُورِي يَسْتَحِيلُ الْيَوْمَ شِعْرَا
31- وَطُوفِي بِي عَلَى نَخْلٍ وَزَرْعٍ = وَعِنَّابٍ يَصِيرُ الْيَوْمَ خَمْرَا
32- وَلَا تَنْسَيْ مَعَاقِلَ ذِكْرَيَاتِي = وَحِضْنِي وَانْسِجِي مِنْ ذَاكَ صَبْرَا
33- وَقُصِّي ذِكْرَيَاتِ الشِّعْرِ قُصِّي = وَلَا تَهِنِي إِذَا أَلْفَيْتِ غَدْرَا
34- فَكَمْ غَدَرَتْ بِيَ الْأَيَّامُ حُبِّي = فَذُقْتُ الْحَنْظَلَ الْمَعْتُوقَ سِدْرَا
35- وَكَمْ نَشَّفْتِ يَا دُنْيَا حَيَاتِي = سَقَيْتِ الشَّاعِرَ الْمِقْدَامَ حِبْرَا
36- مِدَادٌ وَالْمِدَادُ يَفِيضُ مِنِّي = وَيَسْقِي أَنْفُسَ الصَّادِينَ مُرَّا
37- لَمَسْتُكِ وَاقْتَحَمْتُ الْقَلْبَ عَمْدًا = وَأَشْبَعْتُ الْمَلَاكَ الْحُلْوَ غَمْرَا
38- سَقَيْتُ جَفَافَ قَلْبِكِ مِنْ غَرَامِي = وَأَوْجَاعِي أُنَبِّرُ فِيكِ نَبْرَا
39- وَأَشْقَيْتُ الْكُؤُوسَ بِلَا جِدَالٍ = تَذُوقُ سَعَادَةَ الدَّارَيْنِ نَذْرَا
40- عَلَيْكِ تَنَقَّلَتْ عَجَلَاتُ حُبِّي = وَصِرْتُ مَلِيكَ قَلْبِكِ فَاضَ قَسْرَا
41- نَقَلْتُ إِلَيْكِ إِحْسَاسِي بِسُورٍ = تَعَمَّدَ حَجْبَ أَنْغَامٍ كَكُبْرَى
42- وَلَكِّنِّي اقْتَحَمْتُ السُّورَ فَذًّا = وَمِنْ رَيَّاكِ قَدْ أَشْبَعْتُ ثَغْرَا
43- أَضَأْتُ لَكِ الْقَنَادِيلَ السُّكَارَى = وَصِرْتُ عَلَى رُبَاكِ الْيَوْمَ نِمْرَا
44- وَإِنِّي لَمْ أَزَلْ فِيهَا بِخُطْرِي = وَخُطْرِكِ قَدْ مَنَحْتُ الحُلْوَ جَذْرَا
45- وَأَصْبَحْتُ الْخَبِيرَ بِبَحْرِ حُبِّي = وَأَكْتُبُ فِيكِ حَرْفًا تَاقَ عَصْرَا
46- وَنِمْتُ وَلَمْ أَزَلْ بِلُمَاكِ أَشْدُو = دَوَاوِينِي بِحِضْنِ هَوَاكِ ظُهْرَا
شعر: أ. د. محسن عبد المعطي - شاعر وروائي مصري
.....................
هذه القصيدة من بحر الوافر التام
أول الوافر
العروض تام مقطوف = والضرب تام مقطوف
- التفعيلة المقطوفة: هي التي لحقها القطف وهو حذف وعصب ويمكن أن نسمّيها محذوفة معصوبة. مثل مفاعلتن تصير مفاعلْ ثم تنقل إلى فعولن .
- القطف = الحذف + العصب
- الحذف هو حذف سبب خفيف من آخر التفعيلة
- العصب هو إسكان الحرف الخامس المتحرك من التفعيلة
ووزن بحر الوافر التام :
(مُفَاعَلَتُنْ مُفَاعَلَتُنْ فَعُولُنْ = مُفَاعَلَتُنْ مُفَاعَلَتُنْ فَعُولُنْ
مثل :
وَعُدْتِ إِلَيَّ فِي الْآفَاقِ فَجْرَا = جَمِيلَ الْوَجْهِ يَحْمِلُ أَلْفَ بُشْرَى
فَغَنَّى الْقَلْبُ وَالْأَفْرَاحُ هَلَّتْ = تُبَارِكُ حُبَّنَا فَازْدَادَ فَخْرَا
مَلَكْتِ الْقَلْبَ فِي أَلَقٍ جَمِيلٍ = وَفِي اللَّيْلِ الْبَهِيمِ يَرَاكِ بَدْرَا
فَجُودِي بِالْمَحَبَّةِ يَا حَيَاتِي = فَحُبُّكِ يَمْلَأُ الْأَجْوَاءَ عِطْرَا
سَيُولَدُ حُبُّنَا فِي خَيْرِ لَيْلٍ = وَيَخْرُجُ مِنْ ظَلَامِ اللَّيْلِ نِسْرَا
سَيُولَدُ حُبُّنَا طِفْلاً جَمِيلاً = وَيَنْثُرُ وَرْدَنَا فِي الْحَيِّ نَثْرَا
سَيُولَدُ حُبُّنَا يُثْرِيهِ قَلْبٌ = جَمِيلٌ يَقْلِبُ الْإِعْسَارَ يُسْرَا