نصوص أدبية

محمد المهدي: انكسار على حافة العمر..

محمد المهديلا تنظرْ إلى الأمس،

كقارَب تَكَسّر مِجذافه على حافة النّهـر،

فَساقَهُ الماء حيث يَـشـاء التيّـار.. !!

لا تنظُر إلى اليوم

كَغانِـية تهُزّ البوط

على وقع الطبلة والمزمار.. !!

ولا تنظر إلى الغد الهروب

كالحمار يلهثُ خلف العشب،

مُثْـقلا بأحمال وأسْفـار.. !!

وانظُـر إلى موضع خطوكَ،

قبل أن تلتَفّ الساقُ بالساّق،

منذُ البدايات إلى آخـر المشورا.. !!

أنا الواقفُ على حافة الكون،

أرقبُ انسلاخ الأزمنة

وتعاقبِ الناس..

أنا الواثِقُ ملْءَ الكون،

أن الأوقات بنا تَتْـرى كما تشتهي،

ونحن كَراكِـبـي الفُلـك،

يَاْسَرُنـا الموجُ،

ويأخذُنا الأمـلُ إلى جُزُر النسيـان..

وتلك الأصقاع في دواخلنا،

يملأُها القَــرُّ والفـراغ.

وسط بيداءَ مُقفرة،

تمتدُّ منّـا إلينــا،

ونحنُ قُعــود قعــود ..

وأشواقُنا وعذاباتُنا ليس لهـا حُدود.. !!

على أطراف العُمـر

نَحرسُ انكفاء الشمس

وتَمَرّد النجوم..

وإغْفاءة القمر.

لكن طيور الليل تأبى الهروب،

وتُصِـرُّ على التحليق عاليا،

لَعلّ الظُّلمة تَنْجَلي عَن أغوارِ القلوب،

وتَمسُح الحزن عُيونٍ عَـلاها الصّدأ..

وها نحن في منتهى المسير،

نُسلِمُ بيارقنا إلى حادي الوقت.

لعل المسافات تَدنُو بِنـا إلى محطةِ العُمر،

وتُعفينا عَناء السَّفر.. !!

***

محمد المهدي

المغرب - تاوريرت

20/02/2022

 

 

في نصوص اليوم