نصوص أدبية

إسراء فرحان: يا حبيب القلب

أَتذْكُرُ يا حبيب القلب أيامًا عشقناها

دراستنا.. وراحتنا.. وأشعارًا حفظناها

أتذْكرني أرددها

بصمتٍ كنتَ تشرحها

فأفهمُ منكَ معناها

أذوبُ بحسن ذاك الصمتِ

كيفَ الصمتُ يسمعني

من الكلمات أعذبَها وأحلاها

*

أتذْكرُ يا حبيب القلب أيام الهوى معْنا

أتذكُرُني وأصحابي وأحلامي ومقعدَنا

و(فيروز) التي غنّتْ وأنتَ سمعتها معنا

أتذْكرُ يا حبيب القلب صورتنا؟

تظلُّ على جدار القلب محفورهْ

وذكراها مُقدّسة على النسيان محظورهْ

جميلٌ أنتَ في الصورهْ!!!

أغارتْ آلةُ التصويرِ حينَ رأتكَ في الصورهْ!!

بوجهٍ أبدعَ الخلّاقُ حين أرادَ تصويرَهْ

تكادُ زجاجةُ التصوير حين أطلَّ مُبتسمًا

رقيقًا مثل بلورهْ

تكادُ تخرُّ مكسورهْ

جميلٌ أنتَ في الصورهْ!!!

*

أَتذْكُرُ كم تصوّرنا؟

هنا بقميصيَ الورديْ

هنا بقميصيَ الأسودْ

و أنتَ تظل يا ودّيْ

معي بقميصكَ الأوحدْ

بلونٍ لا تبدلُهُ

بلونٍ لازورديٍّ

يصيرُ بأضلعي نارًا

فلا تخبو ولا تبردْ

*

أَتذْكُرُ يا حبيب القلب.. هل تذكرْ؟

أغانينا كتبناها معًا في آخر الدفترْ

و شعريًا كنتُ أنظمُهُ

وُجودُكَ أنتَ يجعلني

أزيدُ كتابةَ الأسطرْ

وأسرارًا أبوحُ بها إليكَ وأنتَ تكتمُها

وتفهمها..

وحين أكفُّ عن بوحي تقولُ :تكلمي أكثرْ

وتسمعني ولا تضجرْ

*

أتذكرُ يا حبيب القلبِ؟!!

دعْنا نحو أيامٍ جميلاتٍ لنا نذهبْ

رميتُكَ بالحصى يومًا لكي ألعبْ

ولم تغضبْ

ومني كنتَ تحضنها بواسعِ صدرِكَ الأرحبْ

فكم أعجبْ!!

حبيبًا كنتَ تسمعني.. ولا تنسى.. ولا تعتبْ

فمن أندى؟

ومن أطيبْ؟

*

أتدري يا حبيب القلب هل تدري؟

بـأنَّ الناس قد عجبتْ

فمَنْ أعنيهِ في شعري؟

أَأُخبرهمْ؟؟

نعم، إني أدونُهُ

لـ(نهرٍ) في مدينتنا وبين عروقنا يجري

رقيقٌ مثل طيب النور، مثل نسائم الفجرِ

وهدأة طرفه النعسان مثل تدلل المطرِ

ويمشي في مرابعنا بوجه العاشق النضرِ

ويهدي حبه للناس والأطيارِ والشجرِ

وإن أبدى ابتسامتَهُ فأينَ تبسمُ الزهرِ

وأين تنهد العشاق تحت الليل والقمرِ

شُغفتُ به إلى أن صار رمز الحب في شعري

أتدري يا حبيب القلب

أنكَ لحن قافيتي

ورمز الحب في شعري

سأنشدُ (يا حبيبَ القلب) علّي حين أنشدها

يطلُّ النور من ثغري

***

القصيدة عن نهر الفرات

شعر: إسراء فرحان

من كتاب: قمر الزمان

في نصوص اليوم